عيسى حياتو لـ«الوطن»: لولا مصر.. ما وُلد الكاف
ولد أميراً فى بيت للأمراء.. عاش حياته بين التحدى والإصرارعلى النجاح، جيناته تمتلئ بالروح الرياضية والقيادة.. بدأ بطلا فى ألعاب القوى وكرة السلة، ثم تحول إلى الساحرة المستديرة قائداً للكرة الكاميرونية فى موقع الإدارة.. حقق النجاحات حتى أصبح ملكاً متوجاً على عرش مؤسسة الكرة الأفريقية.
مسلم، من أهم صفاته التواضع والالتزام، علمه وثقافته يظهران فى عمله ومناقشاته ومواقفه ومسئولياته.. أدرك سوء الظروف وضعف الإمكانيات داخل القارة، لكن إيمانه الشديد بإرادة الشعوب الأفريقية وقوتها وقدراتها مكّنه من أن يجمعهم حوله، يعشق مصر ويعتبرها وطنه الذى يعود دائماً إليه...
هو السيد عيسى حياتو، رئيس الاتحاد الأفريقى لكرة القدم، الذى تحدث لـ«الوطن» بعد سنوات طويلة من الصمت ومقاطعة الصحافة المصرية.. وكان هذا الحوار..
* البداية ألعاب قوى، والنهاية رئاسة الكاف.. كيف جاء التحول وكيف نجحت بهذا الشكل الباهر؟
- فى أفريقيا، كل الناس يلعبون كرة القدم، وأنا كنت واحداً من هؤلاء الذين يهوون الكرة، حتى تبين لى أن لدىّ الموهبة فى ألعاب القوى خاصة فى منافسات 400 متر و800 متر، وكان كل المحيطين بى يشجعوننى على أن أسلك هذا الطريق، وفى الوقت نفسه كنت أيضا أعشق كرة السلة، وجاءت إمكاناتى الجسمانية دافعا مساعدا لممارسة تلك اللعبة.. بإمكانى القول إننى كنت من المحظوظين القلائل الذين شاركوا فى دورة الألعاب الأفريقية بالكونغو برازافيل عام 1965.
* كيف؟
- هذه الدورة مثلت حدثاً رياضياً فارقاً فى تاريخ الأفارقة الذين حصلت بلادهم على الاستقلال حديثا، مما حفرها لدىّ كذكرى خالدة، واستكمالا لتاريخى أصبحت مدرسا للتربية البدنية ثم التحقت بوزارة الشباب والرياضة ثم اتحاد كرة القدم الكاميرونى وكنت من المسئولين الذين قادوا الكاميرون إلى كأس العالم حيث كان الحلم الأجمل لنا جميعا، كأس العالم من الأحلام التى يصعب الوصول إليها، وأصبح حقيقة فجأة وأدركت معنى أن يشعر بلد بأكمله بالسعادة والشرف لتحقيق مثل هذا الحلم. وعليه فقد أصبح طموحى بلا نهاية فى كرة القدم.. وكأى أفريقى يعشق كرة القدم، دخلت لملعبها، لكنى لم آخذ طريق الملعب، لكن اخترت طريق الإدارة، وهذا الطريق غير ملموس للجمهور مقارنة بطريق لاعب كرة القدم ولكننى وجدته طريقا مشوقا أيضا.. إننى أعتبر مجيئى على رأس الكاف بمثابة امتياز وشرف كبير ومسئولية ضخمة.
[Quote_3]
* الجميع يتحدث عن التطور الكبير الذى حدث فى الكرة الأفريقية على جميع المستويات.. لكن هل أنت راض عن مستوى الكرة الأفريقية، ولماذا؟
- لن يكتمل رضاى ولا فرحتى إلا فى اليوم الذى تفوز فيه دولة من دولنا الأفريقية بكأس العالم، وأعتقد أن هذا اليوم بات قريبا، وكمسئول لكرة القدم الأفريقية أعرف أن الطريق طويل وصعب، حتى الآن وصلت ثلاث دول أفريقية لدور ربع النهائى فى كأس العالم «الكاميرون (بلدى) 1990، والسنغال 2002، وغانا 2010»، والكاميرونيون كانوا قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى المربع الذهبى، لكن إنجلترا أخرجتهم فى الأشواط الإضافية، وغانا خرجت أمام أوروجواى بضربات الجزاء الترجيحية.
كرة القدم الأفريقية حققت تقدماً ملموساً، فقد حصلت على كأس العالم للناشئين وللشباب وحصلت على ذهبية أولمبياد أطلنطا وسيدنى كما وصلت بناتنا إلى نهائى كأس العالم للشباب فى ألمانيا، وأنا أتابع النتائج أولاً بأول.
* أرى أنك فخور بما تحقق؟
- بالفعل.. أنا فخور بما تحقق من نجاحات، وما زلت أطمح إلى المزيد.
* وما المزيد الذى تهدف إليه؟
- إننا الآن نحارب لكى نضع مفهوم الاحتراف فى جميع مجالات كرة القدم وفى جميع الاتحادات الأربع والخمسين الأعضاء بالكاف، وذلك ليس فقط فيما يختص بالمرتبات كما يحدث فى أوروبا، ولكن نريد أن نغير كل ما يتعلق بالهيكل التنظيمى للاتحادات والفرق والمنتخبات بما يحقق حياة كريمة للاعبين قبل الاعتزال وبعده، ونعمل أيضاً على ملف هروب مواهبنا الشابة الفذة وتوفير الفرص البديلة لهم داخل بلدانهم، وفى هذا المجال بالخصوص مصر متقدمة على كثير من الدول الأفريقية. وفوز مصر 3 مرات متتالية بكأس الأمم الأفريقية (2006، 2008، 2010) قد دفع الكثير من الدول الأخرى إلى أن تحلم بتحقيق ما حققه الفراعنة من إنجاز بالاعتماد على لاعبين من الدورى المحلى.
* فوز زامبيا بكأس الأمم الأفريقية الأخيرة وغياب فرق كبيرة مثل الكاميرون ومصر والجزائر ونيجيريا.. هل ذلك يعد تحولاً فى موازين القوى الكروية داخل القارة؟
- أنا على المستوى الشخصى سعيد جداً بما رأيناه فى السنوات القليلة الماضية، هناك دول لها أرضية متينة نوعاً ما فى القارة، وأنا واثق أن هذه الدول ستعود إلى القمة بعد الارتباك، أما بالنسبة للدول التى ذكرتها فليس لدىّ أدنى شك فى إمكانية عودتهم إليها، هذه الدول قد حققت تقدماً كبيراً فى أوقات معينة، تبعته بفترات غير سارة، وأنا لست قلقاً بالنسبة لهم، وفى الوقت نفسه فإننى سعيد جداً بفوز زامبيا بكأس الأمم الأفريقية، لأننا كنا قد وضعناها فى صف الفرق كحصان أسود للبطولة فأحرزت اللقب.
هذا البلد -زامبيا- يشهد تقدماً مستمراً.. بهرنا وسار على طريق الفراعنة.. لاحظوا أن التصنيفات قد أتت بحزمة من المفاجآت الضخمة واليوم يقال إنه لا يوجد مباراة سهلة والكل يمكن أن يفوز على الآخر، انظروا إلى الخطوات الإيجابية لبتسوانا خلال مشوار التصفيات، وكان هذا البلد أول من صعد إلى كأس الأمم على أرض الواقع وهناك بلدان أخرى قد اتبعته مثل ليبيا والسودان، وإذا كان قد حصل ارتباك فى فرق القمة فهذا يدل على أن الكاف -الذى نظم الكثير من الدورات للتدريب والتطوير وتحسين الأداء- ساعد الكل على أن يكتشف ويقدر مواطن القوة الخاصة به وهذا يفرحنى كرئيس للاتحاد الأفريقى لكرة القدم.
* السيد عيسى حياتو من كونك عضواً باللجنة الأولمبية الدولية ونائباً لرئيس الفيفا.. كيف ترى الدور الأفريقى داخل الفيفا خاصة الأعضاء الأربعة للجنة التنفيذية؟
- سلاحنا القوى هو التضامن ودور كل منا هو إعلاء صوت أفريقيا والدفاع عن المصالح الأفريقية. كلنا مترابطون وطموحنا الكبير هو الوجود فى أكبر مؤسسة كروية فى العالم والدفاع عن مصالح لاعبينا ومصالح اتحاداتنا الوطنية، ولنا مع الفيفا نشاطات كثيرة من أجل التنمية. نحن فى عالم سريع التغير ولكى تثبت نفسك تحتاج إلى مجهود أكبر، ألا تلاحظون أنه من الأفضل أن نمثل بأربعة أعضاء لكل منهم علاقاته وقدرته على التأثير على أن نمثل بعضو واحد فقط.
[Quote_1]
* ما طبيعة علاقتك بالمصرى هانى أبوريدة، وما رأيك فيه؟
- هى علاقة أخوية من طراز فريد، وهو الرجل الموجود دائماً عندما أزور مصر، كما ترتبط أسرتانا بعلاقة ودية وطيدة، أما فى مجال العمل فهو شخص ذكى ومنظم ويملك قدرة كبيرة على الإنجاز فيما يوكل إليه من مهام وملفات، ويكفى ما حققه من طفرة اقتصادية وتسويقية للكاف طوال مدة رئاسته للجنة التسويق والبث الفضائى التابعة للاتحاد الأفريقى.
* الخلافات المستمرة بين أفريقيا وأوروبا بسبب اللاعبين المحترفين.. هل تشكل أزمة بالفعل؟
- المشكلة أصبحت أقل حدة من ذى قبل لكنها ما زالت الأكبر؛ فالمحترفون الأفارقة فى إنجلترا يعانون كثيرا لدرجة أن بعضهم يفقد مكانه فى التشكيل الأساسى أو الرحيل عن ناديه والأزمة تتعلق أحيانا بتعارض التوقيتات رغم لوائح الفيفا الواضحة ونسعى لجعل التنفيذ إلزاميا.
* كيف يرى الكاف هجرة مواهب القارة خارجها؟
- اللاعبون الكبار يجب أن يمارسوا تجربة الاحتراف ولا يمنعهم أحد فهم واجهة مشرفة لبلادهم وللقارة الأفريقية وللاتحاد الأفريقى، ووجود هذا العدد من المحترفين فى أكبر الدوريات العالمية يشجعنا على التحرك مع الاتحاد الدولى لإدخال الاحتراف فى الـ54 دولة لتفادى الكوارث التى يواجهها اللاعبون الصغار أو من ليس لديهم مهارة كافية لينجحوا فى عالم كروى احترافى لا يرحم ومن أجلهم أنشأنا فى عام 2009 بطولة أمم أفريقيا للمحليين لتشجعيهم وإكسابهم خبرات تفيدهم كثيرا فى الاحتراف.
* ما السبب فى عدم إسناد تنظيم أى بطولة لكأس الأمم الأفريقية لبلدك الكاميرون منذ عام 1972 وحتى الآن؟
- ببساطة الكاميرون لم تتقدم بطلب التنظيم ولو حدث لدرسناه، والأمر لم يتعدَّ مجرد نداءات شعبية هناك بتنظيم البطولة عامى 2015 أو 2017، والكاميرون سبق أن نظمت البطولة مرة وهناك دول لم تحصل على هذا الشرف، وبكل تأكيد فإن لها الأولوية.
* فى الإطار نفسه، كيف تعلق على عدم فوز أى فريق كاميرونى بدورى أبطال أفريقيا؟
- هذا أمر عجيب، لما بدأت الأسود التى لا تروض فى الصعود فى ثمانينات القرن الماضى لاحظنا اختفاء أنديتنا الكبيرة من العرس القارى لا نسمع عن «كانون ياوندى» ولا «تونير يا وندى» ولا حتى «إينيون دوالا». نحن جميعاً نفتقد هذا الزمن الجميل الذى كانت فيه كرة القدم لعبة وليست منافسة، اليوم أصبحت كرة القدم مسألة مالية، ويوما بعد يوم أخذت الأندية الكبرى الأفريقية تبحث عن اللاعبين فى جميع دول القارة. ولا يستطيع القيام بمثل ذلك اليوم فى الكاميرون إلا ناد واحد هو القطن الرياضى الذى أعرفه جيداً لأنه نادى مدينة جاروا مسقط رأسى. إلا أن ذلك لم يمنع خروجه من دور الـ16 لكأس أبطال الدورى الأفريقية.
* تحدثت بعض التقارير عن وقوف السيد عيسى حياتو إلى جانب مصر فى أزمتها الأخيرة، سواء بإصرارك على عقد جميع الاجتماعات والأنشطة الخاصة بالكاف فى موعدها داخل مصر، أو بإصرارك على إقامة المباريات أيضاً فى موعدها داخل مصر.. ورفضك لمحاولات البعض من نقل أنشطة الكاف من مصر إلى دولة أفريقية أخرى.. ما صحة تلك التقارير؟ ولماذا اتخذت هذا الموقف؟
- معظم هذه التقارير صحيح بالفعل، واتخاذ هذه الإجراءات للحفاظ على بعض الدول الأعضاء وللحفاظ على علاقتك بدولة المقر هو أمر ذو أهمية كبيرة لمسئول فى مثل موقعى.
ولكن فى مثل هذه الأحوال قد تضطر لتأخذ خطوات تتسم بالإصرار من جانبك احتراماً لعلاقتك الودية والتاريخية مع مصر.
* كيف رأيت حادث بورسعيد؟ وما دور الكاف فى الأزمة؟
- إنه لمأساة كبيرة، ما زلت لا أتخيل أنها حدثت فى مصر حتى هذه اللحظة، فكم يزعجك أن تسمع عن أحداث شغب فى المباريات، فكيف يكون الحال حين تصطدم بعدد أكثر من 70 ضحية فى مباراة لكرة القدم، وأين؟ فى مصر؟! إنه لأمر صادم وصعب.
وقد قام الكاف بتنكيس أعلامه حداداً على أرواح الضحايا، واعتمد مساعدات مالية فيما بعد لأسر الضحايا.
* هل يشكل تأمين المباريات مشكلة فى الملاعب الأفريقية فى ظل التعصب الجماهيرى وضعف إمكانيات الدول الأفريقية؟
المشكلة الحقيقية ليست فى ضعف الإمكانيات بقدر ما هى مشكلة تربوية فى الأساس فإذا لم نعلم أولادنا احترام الآخر والتعايش مع الغير فإن محاربة مرض الشغب فى الملاعب سيكون أمرا صعبا للغاية، والأهم من أزمة ضعف الإمكانيات هو شغب الملاعب ومن غير المنطقى أن تذهب إلى ملعب وأنت لا تضمن العودة سالما، نحن نقف أمام تلك الكوارث مكتوفى الأيدى رغم ما نتخذه من إجراءات عقابية لأننا ببساطة لا نسيطر على الاستادات التى تقام فيها المباريات فهى ملك للدول المنظمة، ولا تنسى أن كل بلد هو سيد قراره بالنسبة لموضوع الأمن، نحاول التغلب على ضعف الإمكانيات من خلال السماح لمعظم الدول بتنظيم بطولات أفريقيا للأمم بما يسمح لتلك الدول بتطوير ملاعبها.
- المشكلة الحقيقية ليست فى ضعف الإمكانيات بقدر ما هى مشكلة تربوية فى الأساس، فأولادونا لم يتربوا على احترام الآخر والتعايش مع الغير.. والأهم من أزمة ضعف الإمكانيات هو شغب الملاعب ومن غير المنطقى أن تذهب إلى ملعب وأنت لا تضمن العودة سالما، ونحن نقف أمام تلك الكوارث مكتوفى الأيدى رغم ما نتخذه من إجراءات عقابية لأننا ببساطة لا نسيطر على الاستادات التى تقام فيها المباريات فهى ملك للدول المنظمة، ونحاول التغلب على تلك المشكلة من خلال السماح لمعظم الدول بتنظيم بطولات أفريقيا للأمم بما يسمح لتلك الدول بتطوير ملاعبها.
* هل حسم السيد حياتو موقفه من الترشح لرئاسة الكاف فى الدورة المقبلة؟
- أعلنت ذلك بالفعل وأؤكد عليه معك مرة أخرى، فقد قررت الترشح مجددا لرئاسة الكاف فى مارس 2013 كآخر فترة لى فى هذا المنصب ولدى بعض المشروعات التى أرغب فى إنجازها وجزء كبير مما يشغل تفكيرى حاليا هو كيفية الحصول على التمويل اللازم لتلك المشروعات فى السنوات العشر القادمة بما يعود بالنفع على الكرة الأفريقية لسنوات مقبلة حتى أعتزل وأصبح رئيساً فخرياً للكاف.
* هل تأثرت على المستوى الشخصى برحيل مصطفى فهمى عن الكاف؟
مصطفى كان أكثر من يعرف البيت من الداخل، لكنه اختار أن يتركه وياله من شرف كبير أن تطلب الفيفا مصطفى فهمى فى هذا المنصب الرفيع الذى أتمنى له التوفيق به.. أنا بالفعل تأثرت برحيله فهو زميلى الأول وشريكى فى كل الإنجازات ولك أن تتخيل رجلاً تراه كل يوم وتطلبه على الهاتف من أى مكان فى العالم وفجأة يبتعد عنك، لقد طلبت من اللجنة التنفيذية منحه العضوية الفخرية للكاف مدى الحياة تقديرا لجهوده الكبيرة.
* كيف ترى اللاعب المصرى ومن يعجبك من اللاعبين المصريين على مر العصور؟
- ليس من السهل المقارنة بين الأجيال، لأنه بذكر اسم معين سوف أنسى أسماء أخرى وأنا لا أحب جرح مشاعر قرائكم. تكمن قوة الفريق الذى حصل على الثلاثيات القارية فى السيمفونية الجماعية لهذا الفريق ذى المواهب الفذة، أتذكر ذلك اللاعب فى وسط الملعب الذى يربط بين لعبة طويلة وأخرى قصيرة بتمريرة كروية دقيقة للغاية.
* فى ظل توقف النشاط الكروى المحلى داخل مصر، وإقامة المباريات الأفريقية أو الدولية للأندية والمنتخبات المصرية بدون جمهور، ألا يستدعى ذلك التوقف عنده مع رئيس الاتحاد الأفريقى؟
- ليس لى أن أعلق على الشئون السياسية أو الداخلية للدول الأعضاء، لكن بصراحة يمكننى أن أسوق لك معلومة شديدة الأهمية فى هذا السياق أظن أن الكثيرين لا يعرفونها، أن بطولة كأس الأمم الأفريقية (مصر 2006) شكلت نقلة جوهرية فى التاريخ التسويقى للاتحاد الأفريقى، بعد النجاح التنظيمى الممتاز على جميع المستويات والشكل الرائع المتحضر للملاعب والجماهير المصرية والذى نقلته كل القنوات العالمية، كل ذلك دفع الرعاة والمعلنين إلى مضاعفة قيمة البطولة الأفريقية الأهم لأكثر من 7 أضعاف، وهو ما تعزز بعد ذلك من خلال النجاح الأفريقى الباهر فى تنظيم بطولتى كأس العالم للشباب فى مصر أيضاً 2009 وكأس العالم للكبار فى جنوب أفريقيا 2010.
[Quote_2]
* اعترض البعض على النتيجة التى آلت إليها قرعة دورى أبطال أفريقيا والتى وضعت الأهلى والزمالك فى مجموعة واحدة واتهم البعض الكاف بعدم مراعاة ظروف مصر؟
ـــ بصراحة تصيبنى الدهشة من تلك التصريحات السلبية.. كيف تكون قرعة وكيف يتدخل فيها من يقوم على إجرائها سواء بمراعاة ظروف هذا الطرف فى مصر أو ذاك الطرف فى تونس، وإلا فما الحاجة لإجراء قرعة من الأساس!! الجميع دخل إلى قاعة إجراء القرعة وهو يعلم تماماً كل الاحتمالات التى يمكن أن تؤول إليها نتيجتها. وتعليقى أننا نحافظ دائما فى الكاف على قاعدة أساسية وهى أن اللوائح هى التى تحكم وليس الأهواء أو الأشخاص.
* البعض يتحدث عن سوء المستوى التحكيمى فى البطولات الأفريقية؟
- الأخطاء التحكيمية هى جزء من لعبة كرة القدم فى العالم كله وليست حكراً على أفريقيا وهى تمثل الشغل الشاغل للفيفا، ونحن نحاول جاهدين لإعلاء مستوى التحكيم وتطوير أداء الحكام الأفارقة.. ولعلك تعود معى بالذاكرة لترى من يحكم الأدوار النهائية فى معظم بطولات كأس العالم الأخيرة.. أليس هم الحكام الأفارقة؟ ألا يعد ذلك شهادة تميز على صدر التحكيم الأفريقى؟!
* ماذا تتوقع للفرق الأفريقية فى أولمبياد لندن؟
- أوقفونى إذا أخطأت.. فازت نيجيريا بالميدالية الذهبية عام 1996 كما حصل الكاميرون عليها عام 2000 ورجعت نيجيريا لتفوز بالميدالية الفضية عام 2008 مثلما حصلت عليها غانا عام 1992، فأنا كلما أفكر فى الألعاب الأولمبية لا أتمنى إلا الذهبية فقط.
* كيف يتحدث رئيس الكاف عن مصر؟ وكيف يتحدث عيسى حياتو الإنسان عن مصر؟
- مصر هى بيتنا الأم التى لولاها ما كان للكاف أن يولد فى عام 1957.. أعتقد أنه لولاها لكانت تلك الولادة قد تأخرت عدة سنوات. مصر هى مسقط رأس الكاف وهى أمه الشرعية وهى جزء من تراث الاتحاد الأفريقى، وهل تعتقد أنها لا تمثل لنا شيئاً، وبشكل شخصى كل زياراتى إلى هنا تمثل الرجوع إلى الوطن.
* ما أكثر ما تحبه فى مصر؟
- حضارتها، فأنا لا أمر بجوار الأهرامات إلا وأشعر بجسدى يقشعر، كلنا كبشر مدينون لمصر لما قدمته للبشرية، حين تتجول فى مصر تقابل العديد من العجائب، التى لا تولد إلا نتاج عقل مبدع؛ فهى بلاشك أكبر متحف فى العالم ومصر هى البلد الذى يدفعك للتفكير والتأمل فى عبقرية الإنسان على مر العصور.
* وما أكلتك المفضلة من المطبخ المصرى؟
- أستمتع جداً بالكثير من الأطباق المصرية ولكنى لا أتخيل وجودى فى مصر بدون أطباق السمك المتنوعة على الطريقة المصرية.
* وهل تتابع الفن المصرى؟ وماذا يعجبك فيه؟
- أنا متابع شغوف لكل أنواع الفنون والآداب، خاصة الفن المصرى، وأنا أسير لسماع صوت أم كلثوم فى كل الأوقات والمناسبات.