رحل الأب والأم في حادث فتولى «صندوق مخاطر المتحدة» رعاية الأطفال الأربعة بـ«معاش وشقة ووظيفة»
الأطفال الأربعة مع «صندوق المخاطر»
كان يوما قاسيا، ودع الرجل أطفاله الثلاثة وغادر دون أن يدري أنه اللقاء الأخير، ذهب لاستقبال زوجته العائدة من بيت أسرتها في المنيا هي وطفلته التي لم تكمل العامين، وعند منطقة بعينها قرر ثلاثتهم عبور الطريق المعتمة، ليشاء القدر أن يختطف الموت الأب والأم
وأن تنجو الطفلة من الحادث المروع، وبدلا من أن يعود الأب والأم والطفلة إلى الأبناء الثلاثة، عادت الرضيعة وقد أعياها البكاء ومعها جثمانا الأب والأم وكم هائل من مشاعر الماسأة التي حلت بالأطفال الثلاثة.
مأساة رضا محمود حسن الموظف الإداري البسيط بشركة برزنتيشن، تركت أثرا على كل من استمع لقصته، فالقدر لم يمهله ليفرح بصغاره الأربعة أحمد وإسلام وأنس وأبرار، أكبرهم الذي ما زال طفلا في عمر 12 عاما تلقى الخبر وهو ينظر لأشقائه الثلاثة، في يوم وليلة فقد الأطفال عونهم وسندهم في هذه الدنيا، لم يبق لهم سوى عمهم الأكبر، وكيان انتمى له والدهم فكان خير سند.
لم يتوقف دعم شركة بريزنتيشن التابعة لمجموعة المتحدة للخدمات الإعلامية على تقديم واجب العزاء أو سداد مبالغ الجنازة وغيرها من المصروفات الإدارية، تجاوز الدعم كل هذا إلى مساحة أبوية، تمثلت في احتضان الأطفال الأربعة وتيسير الحياة بوضعها الجديد عليهم، بنقلهم للعيش في منزل جديد في منطقة ابن بيتك، حيث يعيش عم الأطفال الذي انتقلت إليه الوصاية عليهم، ونقلهم من مدارسهم ومنزلهم القديم بمنطقة دهشور، زاد الدعم أيضا إلى تعيين عمهم عبدالقادر ونجله الأكبر في الشركة، لتضمن رعاية كاملة للأطفال، وتخصيص معاش شهري يتم صرفه وبأثر رجعي فور الانتهاء من إجراءات الوصاية والمجلس الحسبي، هذا بخلاف مبلغ مالي تبرع به أحد رجال الخير حين انتشرت قصة الصغار الأربعة، وتم وضعه وديعة بأسمائهم في البنك.
مصادر داخل «المتحدة» أكدت وجود صندوق مخاطر العاملين في مهنة الإعلام، يتولى الحالات المماثلة لحالة الراحل رضا، تولى الصندوق دعم الأبناء الأربعة وفور انتهاء إجراءات الوصاية وإعلام الوراثة سيتم صرف مبالغ التأمين على الحياة التي توفرها الشركة للعاملين بها حال وفاتهم، وتسليمها للوصي على الأطفال، وهو عمهم الذي لم يصدق ما يحدث معه ومع أبناء شقيقه المتوفى، مكتفيا بالقول «ربنا بيعوضهم بكرمه وفضله عن فقدان الأب والأم، بشركة تعلم قيمة العاملين فيها وتهتم بهم حتى بعد الوفاة».