ملاك ورش مدينة الأثاث يطالبون بزيادة مهلة التقسيط: «الحرفة في خطر»
منتجات مدينة الأثاث
مشروع ضخم افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسي قبل سنوات يستهدف نقل صناعة الأثاث نقلة نوعية تحقق عائدا اقتصاديا ورواجا للصناعة التي طالما اشتهر بها أبناء محافظة دمياط قبل سنوات، تلك المهنة التي توارثها أجيال أبا عن جد كانت وما زالت واحدة من الصناعات الاستراتيجية التي تنافس بها مصر البلدان الأجنبية مثل إيطاليا.
ومع مرور السنوات واجهت الصناعة العريقة صعوبات عدة دفعت بعض العاملين بها لتركها والبحث عن حرف أخرى، خاصة في ظل صعوبات بالغة مثل ارتفاع أسعار الخامات وإدخال الميكنة بدلا من الصناع، ما أدى إلى استغناء أصحاب عدد من الورش عن الصناع وعدم توفر بعض الخامات باعتبارها مستوردة وتراجع معدل الصادرات، كل هذا كان دافعا للتفكير في مشروع يخرج الصناعة من عنق الزجاجة.
«العربية للتصنيع» تبحث اشتراك مدينة الأثاث بدمياط في تأثيث العاصمة الإدارية
«شبكة»: بعد دخول الميكنة والاستغناء عن الأويمجية بدأت في البحث عن بديل
«خرجت من مسقط رأسي تاركا ورشتي التي تربيت وتعلمت فيها أصول صناعة الأثاث بحثا عن الرزق» بتلك الكلمات بدأ أحمد شبكة، 41 عاما، صاحب ورشة بمدينة الأثاث حديثه لـ«الوطن»: تعلمت أصول المهنة أبا عن جد منذ أن كنت تلميذا في الابتدائية، كنت أتردد على الورشة بعد المدرسة منذ كان عمري لم يتخطَ الـ 11 عاما، ولكن بمرور السنوات، ومع دخول ماكينات الأويما الصينى، قبل سنوات، تراجعت الحرفة كثيراً، وبدأ أصحاب الورش يستغنون عن «الأويمجية» فبدأت في البحث عن بديل.
رئيس الثروة السمكية يستقبل استشاري التسويق للحكومة الفرنسية
ويقول «شبكة»: نقلت لمدينة الأثاث لكونها منطقة صناعية باعتبارها كيانا منظم غير عشوائي وجدت فيها أملا للصناع وحلا للكثير من المشكلات مثل التسويق والتطوير، مضيفا: «مع طرح الدولة مدينة الأثاث وجدتها فرصة لتحقيق مستقبل أفضل، بهدف العمل داخل مدينة متكاملة، والحصول على أحدث التصميمات العصرية بسهولة».
«الوطن» مع نجل مُدخل صناعة الأثاث إلى مصر.. «الجندي» خرج من جلباب أبيه الحرير لـ«الأويما»
وطالب شبكة بحل مشكلات الصناع العاملين بالمدينة، مشيرا إلى ضرورة زيادة مدة سداد الأقساط إلى 20 عاما، متابعا صناع الأثاث بالمدينة باتوا مطاردين بالأقساط من البنوك.
وواصل شبكة قائلاً: المدينة في حد ذاتها كانت حلما للدمايطة وقبلة حياة لهم ولكن ارتفاع أسعار الورش كان سببا في عدم إقبال الكثيرين على التقديم على الورش، كما طالب بالحد من استخدام ماكينات «الأويما» الصينى، التى يمكنها إنتاج كميات كبيرة من المنتجات ولكن بأذواق رديئة، الأمر الذي قد يسيء إلى الصناعة، التي يشتهر أبناؤها بصناعة منتجات عالية الجودة مطالباً الجهات المعنية بالتدخل لحل أزماتهم كمستثمرين .
صاحب ورشة: هناك عقبات في مدينة الأثاث تنتظر الحلول
يقول أحد أصحاب الورش بمدينة الأثاث والذي رفض ذكر اسمه لـ«الوطن»: أعمل في مجال صناعة الأثاث كنجار قبل 40 عاما منذ كان عمري لم يتخطَ الـ 12 عاما، قضيت سنوات عمري في تلك المهنة التي توارثتها أبا عن جد واجهتني العديد من العقبات في الصناعة جعلتني من أول المتقدمين لمشروع مدينة الأثاث بحثا عن حلول وللاستفادة بالخدمات، متابعا: للأسف ما زالت بعض العقبات مستمرة ولم تحل بعد، لعل أبرزها عدم إقامة مول للمعارض ليقضى على مشكلة التسويق، هذا إلى جانب عدم دعم الورش بأطقم ماكينات تخدم على الصناعة - إلى جانب حاجتنا لتصميمات تواكب الذوق الخارجي من خلال تفعيل دور مركز تكنولوجيا الأثاث، إلى جانب الحاجة لتشغيل موقف المدينة وإقامة وحدة إسعاف لإسعاف المصابين من الصناع خلال عملهم، مطالبا بمد مدة التقسيط لـ 20 عاما.
«الصحة» تصدر 5 إرشادات لتطهير الفنادق من كورونا.. تعقيم الأثاث أهمها
وأضاف صاحب الورشة: منذ جائحة فيروس كورونا وتأثرت أعمالنا إلى حد كبير وبات أغلبنا متعثرين عن سداد الأقساط، هذا إلى جانب حاجتنا الملحة لطرح فرص عمل وفتح آفاق تصديرية جديدة.
ويختتم حديثه قائلا: ورشي القديمة أغلقتها من أجل ورشتي الجديدة بمدينة الأثاث، ولكنني أعاني كثيرا بسبب عدم توفر الماكينات «المكبس - الترويث»، ما يدفعني للذهاب لورشتي القديمة لأقوم بتجهيز الموبيليا، ما يحملني أعباء مالية ضخمة في نقل الأثاث من مكان لآخر كل فترة.
ويلتقط أشرف محمد، 39 عاما، نجار مالك ورشة بمدينة الأثاث، طرف الحديث قائلا: تعلمت حرفة النجارة منذ كنت صغيرا، حيث شربت المهنة أبا عن جد ومع الصعوبات التي واجهتها اضطررت لترك ورشتي المستأجرة وحصلت على ورشة بمدينة الأثاث من أجل حل مشكلة التسويق.
وتُعد المدينة أكبر مجمع صناعيّ وتجاريّ للأثاث، والأولى من نوعها فى الشرق الأوسط؛ حيث تقع على مساحة 331 فدانا بمنطقة شطا، بالقرب من مينائي دمياط وبورسعيد، وتضم 1348 ورشة و590 ألف متر مربع أراض صناعية كاملة المرافق؛ لإقامة مصانع للأثاث بإجمالي مساحة 139 فدانا لمنطقة المستثمرين، بالإضافة إلى منطقة خدمية وإدارية، ومركز تكنولوجيا الأثاث الذي يمنح شهادات الجودة لمنتجات المدينة، فضلاً عن دوره في إتاحة فرص تدريبية للصناع.
ووفقا للدكتورة منال عوض محافظ دمياط يبلغ عدد الأراضي التي تم بيعها ولم يتم الإنشاء 6 قطع، بينما يبلغ عدد الأراضي غير المبيعة 151 مساحة، ويصل إجمالي عدد الورش إلى 1348 ورشة صناعية، منها 440 ورشة مبيعة، من بينها 339 ورشة مستلمة، والتي من بينها 240 ورشة مستلمة وتعمل وتنتج.
بدوره أكد رئيس الوزراء خلال لقائه بأصحاب الورش والمصانع بالأمس: نعمل على الارتقاء بهذه الصناعة المهمة لتغطية حاجة السوق المحلية من منتجاتها والتصدير للأسواق الخارجية، مؤكدا دعم القيادة السياسية لهذه الصناعة المهمة التي تسعى الدولة إلى أن تتبوأ مركزا متقدما على المستوى العالمي بفضل تميز منتجاتهم، كما أكد على دعم الدولة لكافة المشروعات الصغيرة والمتوسطة، في حين أكد الصناع من جانبهم على ارتفاع تكلفة الإنتاج، الأمر الذي يؤثر في النهاية على سعر المنتج النهائي، ومنافسته في الأسواق المحلية والعالمية، ووجه رئيس الوزراء بدراسة الموضوع من كافة جوانبه وتقديم تقرير واف له.
أقرأ أيضا:-
طفرة جينية وراء إنجاب «كريمة» طفلين مصابين بمتلازمة «داون»