منى مينا تنعى "سيف الإسلام" بذكرياتها معه: لم يترك المحتاج بلا مساعدة
"متى نستطيع أن نورِّث أبناءنا وطنًا أفضل، بدلًا من أن نورِّثهم الزنازين؟" سؤال رأته الدكتورة منى مينا، الأمين العام لنقابة الأطباء، في عيون أبناء المحامي الراحل أحمد سيف الإسلام، "علاء" و"منى" و"سناء"، المعاقبين على جرأة الاستمرار في الحلم بغد أفضل، كما وصفت، ورأته في أبنائه المحامين خالد علي وطاهر أبوالنصر ومحمد عبدالعزيز وراجية عمران وأحمد راغب، وآخرين، شعرت منى مينا بالذعر من ثقل المسؤولية الملقاة عليهم بعد رحيل "سيف".
نعت "مينا" سيف الإسلام، عبر صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، لكن بعد أن أوقفها حزنها كثيرًا، إلا أنها اعتبرت في النهاية الكتابة عن "سيف" واجبًا على أصدقائه تجاه الأجيال الجديدة.
وتذكَّرت "مينا" كيف تعرفت على "سيف" أثناء حضورهما مؤتمرًا ممتدًا لمدة أسبوع، انعقد بجامعة القاهرة لدعم الشعب الفلسطيني في صيف 1976، حيث كان الفلسطينيون يتعرَّضون لإحدى المذابح المتعددة والمتتالية التي تعرضوا لها، من بعدها بدأت صداقتهما، سردت مواقف جمعهتما كالأثاث القليل الذي تزوجت به وكان نصفه من بيته الذي كان متواضعًا أيضًا.
ووصفت "مينا" كيف كان "سيف" يساعد آخرين بثمن دبل الزواج، وسردت مواقف عدة توضح من خلالها أن "سيف" لم يكن يحتمل ترك المحتاج بلا مساعدة، فأنشأ مركز هشام مبارك، بعد تعرضه لتعذيب وحشي عام 1983، ولخمس سنوات، ليقرر أن يكرِّس حياته للدفاع عن الحريات وحقوق الانسان، حيث ظل يلجأ له العمال المفصولون "تعسفيًا" كما يلجأ له أهل أي شاب تم إلقاء القبض عليه ولا يعرفون مكانه.
وكان عنوان المركز والتليفون منشورًا ضمن جبهة الدفاع عن المتظاهرين للدعم القانوني للمتظاهرين، وتوجَّه إليه من أُصيب أثناء فض اعتصام التحرير بعد منتصف ليلة 25 يناير، وبقي طوال أيام الثورة بحلقاتها المتتالية، يقضي به الثوار بعض ليالي الاعتصام، حتى تم اقتحامه أثناء الـ18 يومًا الأولى وصودرت كل أجهزة الحاسب الآلي.