"شعبان" يبيع الكتب فتعلم منها: "الريح الشديدة لازم نطاطي لها"
الهدوء الحذر يسود الميدان.. قوات الشرطة وقوة تابعة للجيش تقف للتأمين، عربات جمع الإشغالات والقمامة على أهبة الاستعداد، الجنود ينظمون المارة وسط هذا المشهد، بدأ مسرعا في جمع كتبه من على الأرض يجمعهم داخل الأجولة هو وابنه يستعدان للنقل الجبري إلى الترجمان، بمساعدة قوات الأمن جمع بضاعته وبدأت شرطة المرافق في رفع الكشك الخاص به، أمام دار القضاء العالي بالإسعاف، وقف "شعبان إبراهيم محمد" رافعا تصريح من نقابة الباعة الجائلين المستقلة، بوقوفة بالمكان منذ أكثر من 7 سنوات لكن اكتشف مع مرور الوقت أن التصريح ليس له قيمة، بحسب تأكيد الضباط المكلفين بإخلاء الميدان من كافة الباعة الجائلين.
262178_Large_20140824032854_11.jpg
"الضابط قالي انقل الترجمان واحنا هانساعدك تنقل ولما طلعت التصريح قالي ده تبله وتشرب ميته".. قالها الرجل الخمسيني الذي أكد أنه أول بائع جائل بالمكان قبل أن يزدحم بالبقالين والأكشاك، مشيرا إلى أنه يبيع الكتب ولا يؤذي أحدا أو يعوق الطريق.
شعبان الذي يسكن شقة بالإيجار في منطقة بولاق أبو العلا منذ قدومه من سوهاج قبل 11 عاما، بدأ عمله بمحل عصير قصب ثم انتقل إلى بيع الكتب بميدان الإسعاف "هانقل ويومين وهارجع تاني أنا معروف إن المكان ده بتاعي من زمان"، يبرر "لو روحت هناك مش هعرف أبيع كتاب واحد يعني الحكومة المفروض تدينا بديل تاني يأما نروح وابور التلج"، يراها شعبان "هوجة وهتعدي"، لذا لم يلجأ للمواجهة مع الأمن، حفاظا على حياته ونجله الصغير الذي يساعده في الكشك، وإلى أن تمر الهوجة "لا بد نطاطي للريح لحد ما تعدي" هكذا يعتقد.