اعترافات إسرائيلية: قتلنا المدنيين.. ولا مكان لجنودنا يهربون إليه من المحاكم الدولية
انتقلت حالة التوتر التى تسود إدارة إسرائيل إلى الكتاب والسياسيين والمحللين الذين باتوا يتحدثون يومياً عن رعب المحاكم الدولية وجر القادة الإسرائيليين نحو الاعتقال. وحملت مقالاتهم فى الصحف الإسرائيلية اعترافات ضمنية منهم بجرائم الحرب وشهادات بوحشية العدوان، فيما ظهر الكتاب اليمينيون المتطرفون، الذين ما زالوا يؤكدون أن إسرائيل هى السلام بعينه وأن كل ما ارتكبته كان فى إطار الدفاع عن النفس.
وكتب عاموس هرئيل، المحلل السياسى، مقالاً جريئاً فى جريدة «هآرتس» قال فيه: «أصبح الجيش الإسرائيلى ينتظر الآن موجة طلبات تحقيقات دولية وخطوات قضائية موجهة على قادة شاركوا فى المعارك. وسيكون لدى إسرائيل تفسيرات جيدة جداً لبعضها، لكن ثمة وقائع أخرى ليس لها مخرج وورطة مؤكدة».
وحذر شمعون شيفير، الكاتب السياسى، فى مقاله بجريدة «يديعوت أحرونوت»: «فى اللحظة التى يتلقى فيها المجتمع الدولى صور القتلى الفلسطينيين سيوجه كل النقد والتحريض علينا، وسنقف أمام لجان تحقيق دولية، ولن يستطيع العسكريون بعد ذلك أن يهبطوا فى أى مكان خشية أن يُعتقلوا».
وقال جدعون ليفى، الكاتب المعارض، فى جريدة «هآرتس»: «ادعاء أن الجيش الإسرائيلى يفعل كل شىء لمنع قتل المدنيين، وقد تجاوزوا الألفى قتيل، وأن جزءاً كبيراً منهم على نحو مخيف من الأولاد الصغار وأكثرهم مدنيون، فضلاً عن أحياء سُويت بهم الأرض و150 ألف لاجئ، لا يدع لقادة الجيش الإسرائيلى أى مكان آمن يهربون إليه. كذلك زعم أن العالم يؤيد الحرب ويعترف بعدالتها هو تضليل إسرائيلى».
وكتب عاموس يدلين مقالاً أشبه بالاعتراف قال فيه: «إسرائيل تحظى بالتفهم فى أوساط زعماء الغرب ولكن ليس فى الرأى العام العالمى، المتأثر بالصور القاسية لإصابة المدنيين التى تصل من غزة».
واعتبر الأديب اليهودى سامى ميخائيل، رئيس جمعية حقوق المواطن، فى مقال نشرته صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أن نتائج هذه الحرب ستكون ممتلئة بالمخاطر على إسرائيل، مشيراً إلى أن عدد القتلى فى الجانب الآخر يكشف ظواهر مرض الانتقام فى المجتمع الإسرائيلى، مضيفاً: «فى كل يوم تتواصل فيه هذه الحرب يمكنها أن تهزم إسرائيل كدولة ديمقراطية وتخضعها لقيادة سلطة الكتائب والجنرالات على مختلف أنواعها».
من جانبه، كتب أفيعاد هكوهين، البروفيسور اليمينى، مقالاً بعنوان «الأمم المتحدة.. فم بلا أسنان» قال فيه: «البحر نفس البحر، وحماس نفس حماس، والأمم المتحدة نفس الأمم المتحدة. حسنٌ، ربما لا تكون الأمم المتحدة كلها كذلك، بل مجلس حقوق الإنسان فيها لم يشغل نفسه فى الأشهر الأخيرة بالتعبير عن الاحتجاج على القتل الجماعى على أرض سوريا.
ولا باستعمال حماس للرضع وللمستشفيات كدروع بشرية لمطلقى القذائف الصاروخية على مواطنى إسرائيل، وكانت عنده قضايا أهم منها وهى التنديد بعمل الجيش الإسرائيلى فى غزة. إن هذا المجلس بخلاف مجلس الأمن ليست له قوة حقيقية، وهو بخلاف محكمة الجنايات الدولية فى لاهاى، لا يمكن أن تؤدى قراراته إلى اعتقال جنود إسرائيليين، بل إن قرارات هذا المجلس تثير استهزاء دبلوماسيين ذوى خبرة. ليس لهذا المجلس أسنان لكن له فماً كبيراً ومكبر صوت ومتحدثاً. وليس المجلس مخولاً بأن يفرض عقوبات، وقبل سنوات استخف بن جوريون بالأمم المتحدة التى سماها (أمماً متحدة جوفاء) وقال فى جزم: (لا يهم ما يقوله الأغيار، بل المهم ما يفعله اليهود)».
ونشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» مقالاً بعنوان «النفاق يستمر»، أكدت فيه أنه قبل أسبوعين زار بان كى مون إسرائيل، وأظهر تضامناً مع الإسرائيليين، وهو يقف إلى جانب رئيس الحكومة ويدين حركة حماس، إلا أنه حين انتهى الرصيد الدبلوماسى لإسرائيل، اتهم الجيش الإسرائيلى بارتكاب جرائم حرب، وذلك بسبب استهداف مقرات الأمم المتحدة فى غزة، وطالب بتقديم المسئولين عن ذلك للمحاكمة.