100 أسرة تشارك في تجميل شارع «عين جالوت» بالإسكندرية: «عادة سنوية»
الخطاط: حصلنا على لقب أفضل شارع عربي.. وجميعنا شاركنا في التجميل
شارع عين جالوت بالإسكندرية
بموروثات رمضانية شعبية، حافظ أهالي شارع «عين جالوت»، بمنطقة القباري غرب الإسكندرية، على عادات وتقاليد شهر الخير والبركة، بالتجمع سويا على قلب رجل واحد، يزينون شارعهم ويتكاتفون معا لتوفير مناخ جميل لهم، ما مكنهم من تحويل شارعهم الشعبي متوسط الحجم إلى شارع سياحي أصبح حديث مصر كلها.
الشارع أصبح مثال للبهجة والجمال، لما يحويه من فوانيس وزينة ومدفع رمضان، وجداريات توثق الشخصيات الكرتونية الرمضانية الشهيرة، وجرافيتي للكلمات الدارجة في رمضان، الأمر الذي يجعل أي شخص يمر به كأنه عاد بالزمن لثمانينات القرن الماضي.
حالة الجمال التي تجلت في الشارع لم تكن وليدة موقف أو عمل شخصي، بل هو عمل ساهم فيه قرابة 100 أسرة برجالها ونسائها وشبابها وأطفالها، وزعوا المهام على أنفسهم ليعيدوا بريق ذلك الشارع الذي اعتاد على مثل هذه الأجواء منذ سنوات.
«متعودين على كدا كل سنة، إلا أن تزيين وتجميل الشارع بيكون بطرق جديدة في كل رمضان عشان نضفي بهجة وفرحة على جميع الأهالي»، هكذا قال محمد الكناني، 55 سنة، أحد سكان الشارع والذي يعمل خطاط ورسام، وأحد المشاركين في تجميل الشارع بفنه.
وأضاف الكناني لـ«الوطن»، أن جميع الشباب والأهالي يساهمون كلٌ حسب قدرته، حيث يحوي الشارع عشرات الورش من أصحاب المهن المختلفة من كهربائي، ونقاش، ورسام ونجار ونحات، حداد، ما يجعلهم يقدمون خدماتهم وفق تخصصهم، بينما شارك الأطفال في نقل الأشياء، فيما قدمت السيدات المشروبات والحلويات والمأكولات للجميع.
«أصحى يا نايم وحد الرزاق.. رمضان كريم.. صوموا تصحوا.. رمضان أحلى مع شارع عين جالوت»، أبرز العبارات التي تم تدوينها داخل ذلك الشارع الذي حصد في وقت سابق أفضل شارع عربي في مسابقة «عروبتي»، على حد قول أهل الشارع، الذين نقلوا عدوى الجمال إلى الشوارع المجاورة فبدأت بعض المظاهر الجمالية تظهر في شوارع أخرى بمنطقة القباري.
ويؤكد محمد الكناني، أن أعتيادهم على التجميل يمثل صعوبة لهم نظراً لاحتياجهم إلى تطوير الأفكار عام بعد عام وإخراج عمل متميز، يساعدهم على الحفاظ على مكانتهم في ظل حالة من التنافس مع الشوارع المجاورة التي بدأت في تزيين وتجميل جدران المنازل والشوارع، لتصبح مدينة الإسكندرية هي الرابح الأكبر من هذا الجمال.