«الكوامل والهجارسة» بسوهاج «شكل تاني» في أول رمضان بعد التطوير
الأهالي سعداء بتطوير القريتين: شكرا حياة كريمة
وحدة طب الأسرة بقرية الكوامل بحري بعد التطوير
مع بداية شهر رمضان الكريم، يدخل أهالي قريتي الكوامل والهجارسة التابعين لمركز سوهاج بمحافظة سوهاج، الشهر الكريم وهم يعيشون حياة جديدة كانوا يحلمون بها عبر سنوات طويلة مضت، ممزوجة بأحلام بعيدة المنال تحققت على أرض الواقع يشهد بها الجميع دون استثناء.
القريتان المتجاورتان وقع عليهما الاختيار من جانب المبادرة القومية «حياة كريمة» ضمن قرى المرحلة الأولى في المشروع القومي لتطوير الريف المصري، والتي تأتي تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، من أجل تطوير القرى الأكثر فقرا واحتياجا على مستوى جميع محافظات الجمهورية.
وجوه بسيطة ارتسمت عليها السعادة والارتياح، يدخلون لأول مرة شهر رمضان الكريم وهم ينعمون براحة بال راضين عما حدث من تطوير داخلي للقريتين، أجواء رمضانية شهدتها القريتان تجملت بتطويرهما، حيث الشوارع والحارات النظيفة، مع إضاءة بالشوارع، ومنازل جميلة جرى طلاؤها باللون الأصفر الذي تشتهر به منازل مبادرة «حياة كريمة».
التطوير داخل هاتين القريتين شمل العديد من الجوانب سواء ترميم وتطوير المنازل المتهالكة وإعادة بنائها مرة أخرى لتظهر في شكل راقٍ وآدمي، مع الاهتمام بالجانب الرياضي وتطوير مركز الشباب الذي عانى من الإهمال لمدة عشرات السنوات، أو الاهتمام ووضع الجانب الصحي ضمن أبرز الأولويات، وظهر ذلك ضمن تطوير وحدة طب الأسرة لتصبح بمثابة مستشفى متكاملة ومتطورة تخدم الأهالي البسطاء.
ليس ذلك فحسب، بل وصل تطوير مبادرة «حياة كريمة» إلى وضع الأزمة الأبدية المتعلقة بالصرف الصحي أمام أعينهم والقضاء عليها وعلى معاناة الأهالي بسبب المجاري والصرف الصحي والأمراض التي انتشرت بين الأهالي بسبب التلوث، وكل ذلك لم يمنع المبادرة القومية من تقديم المساعدات الإنسانية لكافة المرضى مع اختلاف احتياجاتهم، سواء من خلال أطراف صناعية، أو كراسٍ متحركة أو أجهزة تعويضية.
وتستعرض «الوطن» نماذج قليلة تبرز كيف يعيش أهالي قريتي الكوامل بحري والهجارسة بعد تطوير مبادرة «حياة كريمة»، وكيف يستقبلون شهر رمضان الكريم في ظل تغير حياتهم 180 درجة.
مركز شباب الكوامل بحري يجمع شمل الشباب
اهتمت المبادرة القومية «حياة كريمة» بفئة الشباب، وظهر ذلك من خلال تطوير مركز شباب «الكوامل بحري» والذي ظهر بواجهة متطورة من خارجه، وطلاء جديد في جميع الجدران والغرف، مع ملعبين من النجيلة الخضراء، أحدهما للعب مباريات كرة القدم تحت إضاءة كاشفة كاملة، وآخر ملعب صغير للأطفال، وفي أحد جوانب مركز الشباب يظهر ركن خاص محاط بسور يمتلئ بالكثير من ألعاب الأطفال.
وبهذا التطوير تقضي مبادرة «حياة كريمة» على سنوات طويلة عانى منها أهالي وشباب قرية الكوامل من تهالك وإهمال مركز الشباب، حيث على مدار عشرات السنوات ظل المركز طاردا للشباب من مختلف الأعمار السنية، لما كان يعانيه من تشققات وشروخ بالحوائط والجدران، وأرض ملعب عبارة عن بلاط كانت سببا في إصابة العديد من الشباب أثناء اللعب عليها، وافتقاد الإضاءة داخل الملعب، وهو ما جعل الشباب يلجأون إلى الشوارع من أجل ممارسة كرة القدم.
وداخل ملعب النجيلة الخضراء بمركز الشباب، وقبل بدء مباراة مع أصدقائه، يقف البدري هواري، شاب يبلغ من العمر 20 عاما، يمسك في يديه الكرة، حيث إنه كان شاهدا على حال مركز الشباب قبل التطوير من جانب «حياة كريمة»، قائلا: «المركز ده قبل التطوير للأسف كان عبارة عن أرض كلها بلاط وكانت كل حاجة فيه مكسرة ومخلعة، ومحدش فينا كان بيحب يجي خالص المركز هنا».
كان الشاب العشريني برفقة أصدقائه يلعبون الكرة في الشوارع بشكل دائم، وهو ما عرضهم للكثير من الإصابات أثناء اللعب، وفقا لحديثه، ويتذكر «البدري» أحد المواقف أثناء لعبه الكرة داخل المركز قبل تطويره، عندما كان لا يزال من البلاط، مضيفا: «في مرة وإحنا بنلعب هنا جوه المركز قبل تطويره واحد صاحبي وقع وهو بيجري وبيلعب، وده كان سبب للأسف انه يتصاب بقطع في أربطة رجله».
«حياة كريمة» غيرت كثيرا من شكل مركز شباب الكوامل، وطورت في أرضية الملعب مع النجيلة الخضراء، إلى جانب طلاء الجدران، وركن الطفل، مع الكافيه، حسب حديث «البدري» قائلا: «بقيت بجيب اصدقائي ونلعب هنا كرة وده تقريبا كل يوم، وده بدل ما كنا نقعد على القهوة ساعات كتيرة، وبقينا دلوقتي بنلعب هنا في المركز بالساعتين والتلاتة كمان».
محطة صرف الصحي بالهجارسة تنقذ الأهالي من أزمة المجاري
بعد معاناة لسنوات طويلة في غرق المنازل والشوارع بمياه الصرف الصحي، وانتشار العديد من الأمراض بين الأهالي كبار وصغار بسبب معاناة القرية من درجات التلوث المرتفعة، وهواء يستنشقه الأهالي ممتزجا بالروائح النتنة والكريهة حتى أصبح روتينا يوميا، تحولت حياة أهالي قرية الهجارسة تماما مع مبادرة «حياة كريمة» بفعل محطة الصرف الصحي الجديدة والتي غيرت من حياة الأهالي للأفضل والاحسن حيث الشوارع والمنازل النظيفة، والهواء النقي.
وعلى بعد عدة أمتار من محطة صرف الهجارسة الجديدة يقف ناصر عبدالعال، الذي يبلغ من العمر 55 عاما، متحدثا عن حال القرية قبل محطة الصرف قائلا: «الأهالي هنا كانت قبل محطة الصرف الصحي بتجيب عربيات كسح المجاري وكانت العربية بتاخد حوالي 75 جنيه، والناس كانت معتمدة على الطرنشات اللي بتبقى موجودة قدام البيوت يتجمع فيها الصرف وبعد كدة يطلبوا العربيات تيجي تسحبها».
ويشير الرجل الخمسيني بإصبعه إلى منازل القرية، مؤكدا أن جميع الشوارع كانت تغرق في مياه الصرف الصحي وذلك قبل إنشاء المحطة، متابعا: «بعد محطة الصرف بقت فيه انفراجة كبيرة في أزمة الصرف، وكمان الأهالي وفرت الفلوس الكتيرة اللي كانت بتدفعها عشان العربيات الأول، والشوارع كلها دلوقتي بتاعت القرية بقت نضيفة وجميلة».
ويقدم «ناصر» الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي وحياة كريمة، لأنها وفقا لحديثه، ساعدت العديد من الأهالي البسطاء الذين كانوا يعيشون حياة صعبة طيلة سنوات طويلة مضت، مضيفا: «حياة المواطن في محافظة سوهاج كلها اتغيرت للافضل ومش بس في الهجارسة والكوامل، لا بل وفي جميع القرى اللي مبادرة حياة كريمة اشتغلت فيها».
وحدة طب الأسرة بالكوامل بحري.. مستشفى متكاملة الخدمات
شهدت قرية الكوامل بحري تطويرا كبيرا من جانب مبادرة «حياة كريمة» في القطاع الصحي، والذي ظهر من خلال إحلال وتجديد شامل لوحدة طب الأسرة، والتي ظهرت بعد تطويرها كمستشفى متكاملة بها كافة الخدمات الطبية، بعدما كان الأهالي يعانون لسنوات طويلة من غياب الوحدة الصحية عن دورها في علاج المرضى، بل إنهم كانوا يلجأون للتحرك نحو مدينة سوهاج من أجل أن يعالجوا المرضى هناك.
واتفق الأهالي على أنها كانت عبارة عن مبنى متهالك لا قيمة له ولا فائدة، ولكنها الآن تحولت 180 درجة بفعل مبادرة حياة كريمة، والتي وفرت عليهم مزيد من الجهد في علاج المرضى.
ترميم المنازل المتهالكة لأهالي القريتين
ومع الخدمات في المجالات المختلفة، فأهالي قريتي الكوامل بحري والهجارسة ممن وقع عليهم اختيار ترميم منازلهم بشكل كامل سوف يقضون شهر رمضان الكريم تحت أسقف كاملة وفي منازل تحميهم من أمطار الشتاء وحشرات الليل، من خلال سكن آمن وكريم مع «حياة كريمة» يجعل حياتهم أفضل.
خدمات إنسانية وتقديم أجهزة تعويضية
وكثفت مبادرة «حياة كريمة» جهودها في تقديم العديد من الخدمات الإنسانية لأهالي قريتي الكوامل بحري والهجارسة، أمثال إجراء عمليات جراحية دقيقة، وتقديم العديد من الأجهزة التعويضية لأهالي القريتين البسطاء.