رمضانهم بخير.. «السنوسي» يعيش الحياة الكريمة لأول مرة: بقى عندي بيت
أحد منازل قرية بهي الدين بسيوه
قبل نحو 4 أشهر، كان يتكدس الأبناء والآباء والأحفاد، داخل منزل واحد يضم العديد من الأسر بقرية «بهي الدين»، الخالية أغلبها من المرافق، فيغيب عنها الضوء والمياه أحيانا، وتعلوها أسقف واهنة لا تقوى على مواجهة رياح وأمطار الشتاء العاتية، وتزيد من حرارة الشمس بالصيف، وتنتشر ببعضها الحشرات، ليصدر أهاليها أنينا مكتوما، ليصل إلى مبادرة «حياة كريمة» التي منحتهم أسس المعيشة الحقيقية.
قطار «حياة كريمة» يصل قرية «بهي الدين» بسيوة
ورغم الشهرة الواسعة التي تحظى بها منطقة سيوة بمحافظة مرسى مطروح، إلا أن عدد من قراها كان يسودها الفقر وخلت من أساسيات الحياة الكريمة، لذلك كانت محل اهتمام المبادرة الرئاسية التي انطلقت منذ نحو عام ونصف، بدعم من الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وكانت قرية «بهي الدين»، بمركز سيوة في محافظة مرسى مطروح، واحدة من المحطات التي توقفت بها «حياة كريمة»، لتمنح الأهالي مستوى معيشة لائقة وتساهم في تحسين الأوضاع بها.
الأهالي من الأجداد والآباء والأحفاد يتكدسون في منزل واحد بقرية «بهي الدين»
لعدة أعوام، عاش السنوسي عبدالله مع زوجته وأبنائه، بمنزل والده مع أشقائه وعائلاتهم، لعدم قدرتهم على بناء منازل جديدة خاصة بهم، متحملين ضعف السقف الذي يسرب لهم ماء الشتاء الباردة ليعرقل محاولاتهم للتدفئة، فلا يجدونها سوا بالقرب من بعضهم البعض.
لم يختلف حال «السنوسي» عن غيره من أهالي القرية الذين اعتادوا السكن مع ذويهم، بينما غابت عن مساكن بعضهم الإنارة ليعتمدوا على «لمبة جاز»، والمياه ليعتمدون على الآخرين من مالكيها، وهو ما عايشوه لعدة أعوام، أملا في أن ينظر لهم المسؤولون ويساعدهم على التخلص من ذلك الفقر الشديد، إلا أن بعضهم لم يتمكن من تحمل ذلك ليحمل متاعه وينتقل إلى قرى أخرى.
السنوسي: حياتنا اتغيرت بعد المبادرة.. بقى عندنا بيوت ومرافق
ولكن تلك الأحوال المريرة، اختفت منذ نحو 4 أشهر، بعد أن وصلت «حياة كريمة» إلى القرية، لتتولى إعادة تأهيل بعض المنازل وبناء طوابق جديدة وتحسين الأسقف التي كانت مبنية من الخوص النخلي، وتشييد نحو 30 منزل آخرين للأهالي، فضلا عن الاستعداد لتطوير مركز الوحدة الصحية بها.
وكان «السنوسي»، 29 عاما، من بين المستفيدين، حيث جرى تأهيل منزل ذويه، ليحصل على طابق خاص به بسقف طوبي قوي يمنع عنه الأمطار والشمس الحارقة، وتتوافر به جميع المرافق، ليستقبل رمضان لأول مرة بطريقة مختلفة مع أسرته.
«أخيرا حسيت إن بقى عندي بيت يجمعني أنا وعيالي».. عبرّ السنوسي عن سعادته بالتطوير الضخم الذي شهدته القرية وغير ملامحها على الإطلاق وأدخل بها البهجة عبر ألوان المنازل الجديدة المميزة، وهو ما سيمكنه من قضاء شهر رمضان في أجواء عائلية لأول مرة مع أبنائه وزوجته.
ووصف الأجواء داخل القرية بأنها «حياتنا اتغيرت وبقى فيها بركة.. الناس بقيت مبسوطة وفرحانة»، حيث يؤكد: «المبادرة أنقذتنا وساعدتنا»، مؤكدا أنها منحتهم الأمان والراحة والحياة الكريمة بالفعل، ما سيجعلهم يعيشون رمضان لأول مرة بطريقة مختلفة، تتوافر فيها المياه والإنارة والمنازل.