أهالي «ميت الكرماء» يجمعون 600 ألف جنيه لشنطة رمضان بالدقهلية
شنط رمضان بقرية ميت الكرماء
ضرب أهالي قرية «ميت الكرماء» مركز طلخا بمحافظة الدقهلية، أروع الأمثلة في العطاء ومساعدة المحتاجين، واستطاعوا أن يجمعوا أكثر من 600 ألف جنيه لعمل حوالي 1500 شنطة رمضان لتوزيعها على الأرامل والمطلقات والعمالة غير المنتظمة والذين أقعدتهم عن العمل جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19».
تكافل أهالي القرية وتعاونونهم، لم يكون الآول فقد جمعوا منذ شهر نحو 700 ألف جنيه لشراء 100 أسطوانة أكسحين من أجل مساعدة مرضى كورونا في عدم البحث عن الأكسجين، وأتاحوا تلك الأسطوانات مجانًا لأهالي قريتهم والقرى المجاورة.
«تريند الخير» يكسب ثقة أهالي القرية
ووثق أهالي القرية في 5 من شبابها، حتى أنهم أطلقوا على أنفسهم «تريند الخير» وهم كل من: «خالد الهادي، المتولي خضر، محمد عبده، الشيخ عادل عكاشة، وخالد تاج»، والذين كلما خرجوا لهم في بث مباشر من على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» تجمع حولهم الأهالي لمشاهداتهم، سواء كانوا أبناء «ميت الكرماء» في الدقهلية أو الذين يعملوا في الخارج بدولة إيطاليا، حتى أنهم لا يحتاجون لأكثر من ساعتين فقط لجمع المبلغ الذين خرجوا لجمعه.
خضر: جهزنا 1500 شنطة بها 18 صنف أغذية
من جهته، قال المتولي خضر، مدير تنفيذي بجمعية البركة، إنها ليست المرة الأولى التي نجمع فيها مبالغ كبيرة، والناس تتعاون معنا لوجود ثقة متبادلة منذ سنوات، وجمعنا 1500 شنطة للأرامل والمطلقات والعمالة غير المنتظمة بسبب كورونا، واشترينا 15 طن أرز، وأعطينا لكل حالة 10 كيلو، فضلًا عن 18 صنف آخر، وتشمل مكونات الكرتونة «مكرونة، مربى، عسل، صلصة، عصير، تمر، فاصولياء، عدس، لوبيا، جبنة، وفول»، بالإضافة إلى أصناف أخرى.
مبادرة «أكلهم من أكلك» لتوزيع كفارات الإفطار
وأضاف خضر لـ«الوطن»، أننا جهزنا 3 عجول لذبحهم وتوزيعهم أول يوم في رمضان ومعهم زكاة المال، فضلًا عن مبادرة «أكلهم من أكلك» والتي من خلالها نوزع من 50 إلى 100 دجاجة لإفطار الصائمين طوال الشهر وهم يطبخون في بيوتهم، وهي إحدى وسائل توزيع كفارات والإفطار لأصحاب الأعذار الشرعية في عدم الصوم، وعليها إقبال كبير ونسعى لتعميم تلك المبادرة، لمن لا يقدر علي الصيام وعليه كفارة، إطعام مسكين والمستفيد منها الفقراء والمساكين.
الهادي: أدخلنا الفرحة في قلوب 1500 أسرة
وقال خالد الهادي، أحد أعضاء تريند الخير، إننا مستمرون في التعاون علي الخير بين أبناء قريتنا، والذين دائما لا يتأخرون في فعل الخير والتجاوب معنا، يمكننا أن ندخل الفرحة في قلوب 1500 أسرة في القرية، وجمعنا محتويات الشنط، ووضعنا كل المنتجات في «أرض المطبعة» بالقرية وبدأنا في تجميعها وكان منظرها يفرح، وكل ما نقوم به يراه أهل القرية في بث مباشر.
وأضاف الهادي لـ«الوطن»، أن هذا العمل يشارك فيه جمعيتي البركة، الصف والمروة، بالقرية، وجمعنا حوالي 100 ألف جنية من زكاة المال، ما نستطيع جمعه من لحوم ستوزع في أول أيام شهر رمضان.
وأكد أننا مستمرون في تقدم الخير لأهل قريتنا، ونقف بجوارهم، ولا ننسى موقف أهل القرية عندما وقفوا بجوار أهل شابين توفيا في حادث سيارة كانوا مستأجرينها، وجمعنا لهم ثمن السيارة، ومواقف أخرى كثيرة يضرب فيها أهالي قريتنا المثل في الكرم.
وتاريخيا فقد كان اسم تلك القرية «ميت الغرقا» حتى جاءت حرب 1967 وتم تهجير أهالي مدن القناة ووصلها مواطنين من محافظات «بورسعيد، السويس، والإسماعيلية»، وأقاموا بالقرية، وأصبحوا جزء منها، حتى أنهم طلبوا من الحكومة تغيير اسم القرية إلي «ميت الكرماء» تقديراً لأهلها وإكرامهم الضيف، كما أنها تاريخيا القرية التي أخفت «عبدالله النديم» خطيب الثورة العرابية لمدة 9 سنوات عندما كان مطلوبا للمحاكمة لدوره الكبير في مناهضة الاحتلال البريطاني لمصر.