«التوحد والإعاقة الذهنية».. نجاح أول تجربة علاج بالخيول في الغردقة
حكمت جمال مدربة خيول بالغردقة
شهدت مدينة الغردقة، أحدث طريقة لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة وأطفال التوحد، بركوب الخيل، ليتخطى الأمر الهواية ويكون أسلوب لتأهيل الأطفال، فركوب الخيل قادر على تحسين نفسية الطفل، خاصة الأطفال الذين يعانون من مشكلة مثل التوحّد.
ونجحت أول تجربة بصورة مذهلة مع شاب ذو إعاقة سمعية لا يستطيع التعامل مع الآخرين، إلى الانتصار على إعاقته ليتعامل مثل أي شخص عادي، فضلًا عن تحسين الحالة العقلية، حيث يؤدي قضاء الوقت مع الحيوانات في رفع مستويات هرمون السعادة «السيروتونين»، في الدماغ، وزيادة النشاط والاسترخاء.
من جهتها، قالت سعاد محمد شحاته، أخصائية التخاطب والتربية الخاصة، إن استخدام ركوب الخيل في علاج أطفال التوحد وذوي الاحتياجات الخاصة، ومن خلال تجربتها في هذا المجال تقول: «لفت انتباهي البُعد الإنساني لركوب الخيل والذى يتخطى الهواية، عبر التواصل مع الآخرين ونجحت التجربة بصورة مذهلة، خصوصا اضطراب طيف التوحد».
وتابعت: «حاولت التعرف على الأساليب والطرق الحديثة المستخدمة وحاليا أعمل على تصميم وتنفيذ استراتيجية متكاملة لتأهيل اطفال التوحد واستخدام الخيل كمرحلة من تلك الاستراتيجية في تأهيل اضطراب التوحد، وأعمل على نشر الوعي لدى الأهل والمجتمع حول التوحّد، ومساعدة الأهل على التكيّف من خلال ركوب الخيل كأحد أساليب التأهيل بالمركز وقمت بدمج أسلوب التأهيل بركوب الخيل من خلال عمل بروتوكول مع أحد أندية الفروسية بالغردقة لاستخدام الخيل في تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة».
وأوضحت أن هذا التأهيل قادر بعد عدّة مراحل، على كسر الحاجز بين الحالة والعالم الخارجي، ففي المرحلة الأولى يقترب المُعالج من الطفل المتوحّد ويعرّفه إلى جواد صغير كصديقه الجديد، ليكسب ثقته، ثم يبدأ الطفل بامتطائه، ومع الوقت يتعلّم كيفية التحكّم به، والقوانين التي عليه اتّباعها ليستمع إليه حصانه، وينفّذ ما يطلبه منه.
وأشارت إلى أن القوانين هي أكثر الأشياء التي يعجز المتوحّد عن تطبيقها، لذلك لا يستمع إلى أهله وينفّذ ما يريدونه وتعترف إحدى الأمهات التي أخضعت ولدها المصاب بالتوحّد لتأهيل ركوب الخيل، بأنها كانت متردّدة وخائفة على ابنها من أن يسقط عن الحصان، ولكن مع مرور عدّة جلسات تحسّن وضعه، وبات الآن أقرب إليها ويعانقها بعد كل جلسة تأهيل.
ولفتت شحاته، إلى فوائد ركوب الخيل لذوي الاحتياجات الخاصة حيث يحقق ركوب الخيل العديد من الفوائد وأهمها بناء رابطة عاطفية لديهم حيث يواجه العديد من الأطفال المصابين بالتوحد، مشاكل في التواصل وتكوين روابط اجتماعية، حتى مع أسرهم، وتساعد معانقة الخيول وتنظيفها والتعامل معها، على تقوية روابط العاطفة والرعاية عند الطفل.
وأوضحت أن ركوب الخيل له أيضا فوائد حسية، حيث يؤثر على جميع الجوانب والوظائف الحركية والحسية للطفل المصاب بالتوحد بشكل ايجابي، عن طريق الحفاظ على الجسد مستقيماً أثناء الركوب، وتنشيط الحواس من خلال التغيير في الإيقاع والسرعة التي يركض بها الحصان.
ويقلل ركوب الخيل بشكل كبير من التهيج بشكل فوري وعلى المدى الطويل، كما يساعد الطفل المصاب بالتوحد على التركيز على المهمة التي يقوم بها، كما تهدي التجربة الإيقاعية والنشاط البدني لركوب الخيل من توتر الطفل، ويقوي ركوب الخيل من القدرة اللغوية والتواصل للأطفال المصابين بالتوحد، من خلال التحدث مع المشرفين، فضلًا عن إعطاء تعليمات مباشرة للحصان، وعندما يستجيب الحصان لهذا التوجيه يعطي الطفل الإحساس بالإنجاز والرغبة بمتابعة التواصل.
كما أكدت حكمت جمال، مدربة خيول بالغردقة، أن ركوب الخيل رياضة ممتعة وصحية للأطفال بعيدًا عن شاشات الانترنت والتلفاز، مشيرة إلى نجاح أول تجربة للعلاج بالخيول في الغردقة في مزرعتها الخاصة، واستقبالها أكثر من حالة من أطفال التوحد وذوي الاحتياجات الخاصة في مزرعة الخيول التي تعمل بها وحققت التجربة نجاح مذهل و يحقق لهم فوائد كثيرة منها:
ويعزز ركوب الخيل التنسيق بين اليد والعين ويعلم الأطفال خفة الحركة، ويغرس فيهم العادات الصحية الجسدية والنفسية، وتعتمد الخيول على راكبيها في التوجيه وتتطلع إلى الفارس كقائد لها، مما قد يشجع حتى الأطفال الخجولين على الجرأة والانفتاح والتواصل. ويعلم الانضباط الذاتي وحل المشكلات، و يعزز الرفاهية والثقة بالنفس.
وذكرت أن ركوب الخيل للأطفال من خلال قيادتهم لمخلوق عملاق يخافون منه قليلاً، يعد تجربة مفيدة للكبار والصغار، ولكنها مفيدة بشكل خاص للأطفال لأنها تضعهم في موقع الثقة والقوة، وتطور مهارات القيادة وتحمل المسؤولية عندهم في وقت مبكر.