ضياء السبيري يكتب: 2 بس.. علشان مستقبل أفضل
ضياء السبيري
مثلما تلتهم النار الحطب، وبأسلوب ليس ببعيد عن وحش مفترس يزداد نهمه كلما توافرت له الطرائد، ذاك ما تفعله الزيادة السكانية غير المخططة بمقدرات الدولة ومواردها وخططها التنموية.
ولا يخفى على أحد الآثار الكارثية للزيادة السكانية على مستوى الفرد والمجتمع والوطن بأسره، بداية من حرمان الفرد من المستوى المنشود من الصحة والتعليم والسكن ومروراً بالتفكك الأسري والمجتمعي انتهاء بخطورة تلك الكوارث على الأمن القومي.
من هنا جاءت إشارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لضرورة الانتباه لتلك الكارثة، ومقاومتها بالتعليم والإرشاد والإعلام والتوعية والمشاركة الفاعلة لكل طوائف المجتمع.
ولا شك أن القفزة الهائلة التي تعرضت لها مصر في غضون عقدين من الزمان والتي تجاوزت 30 مليون مواطن تستوجب وقفة سريعة وحاسمة حفاظاً على مستقبل الأجيال القادمة وحقهم في عيش حياة كريمة وضمانا لاستقرار ونمو الوطن، الخطر الذي يحدق بنا اليوم يستوجب التكاتف وتوحيد الصفوف لمجابهته ووقف تمدده من خلال رؤية استراتيجية واضحة يكون المواطن لاعب أساسي في تنفيذها على النحو المطلوب.
فحينما نعلم أن تعداد سكان مصر زاد خلال العامين الماضيين فقط مليونين و300 ألف نسمة أي بمثابة دولة كاملة، تأكد أننا في مرحلة خطر وحينما تعلم أن قارة أوروبا بأكملها تلد سنويا 5 ملايين فرد، ومصر منفردة تلد نصف هذا الرقم تقريبا، أعلم أننا في مرحلة متأخرة للغاية.
الزيادة السكانية غير المخططة آفة تدمر المجتمعات والوعي بخطورتها مسؤولية مجتمعية كاملة وضرورة أن يعيها المواطن ويعمل على تطبيق مفاهيم تحديد النسل أصبحت أولوية كبرى، لما نراه الآن من تداعيات للزيادة السكانية من هنا جاءت أهمية حملة جريدة «الوطن» التي أطلقتها مؤخرا بعنوان.. 2 بس علشان ياخدو حقهم.
ولمن لا يعلم خطورة استمرار الزيادة السكانية بهذا الشكل انظر حولك سترى أن تأثيرها يمكن أن يطال كل شيء فهل تتساوى الأسرة التي لا يزيد افرادها عن أربعة عبارة عن أب وأم وطفلين بأسرة وصل عددها لـ 7 وأكثر من ذلك؛ مؤكد أن التغيير سيكون واضح في شتى المجالات وبالنظرة لمحيطنا نرى إن الأسر ذات الكثافة هي منبع التسرب من التعليم وعدم التحاق الأبناء بالمدارس هي الأكثر تردد على المستشفيات هم الأكثر شكوى والمعاناة هم الأقل في الثقافة والوعي والتحضر.
أعلم جيدا أن المصريين أصحاب قرار والتاريخ سجل لهم عشرات البطولات والانتصارات؛ جميعهم وطنيين ولا شك في ذلك واعيين للمخاطر المحيطة وكانت تجربة 30 يونيو خير دليل لذلك ادعوهم للتعامل مع هذا الملف بمنتهى الجدية والإصرار وأن يبدأ كل منا بتطبيق هذا المفهوم على نفسه وفي بيته 2 بس.. علشان مستقبل أفضل.