قتلها أمام باب الشقة.. جارة ضحية حدائق أكتوبر تحكي كواليس الجريمة
«أماني»: «مش أول حادث في الكمباوند.. وطلبنا كتير توفير الأمن دون جدوى»
أماني
داخل البناية رقم «51»، تناثرت صرخات سيدة في بداية عقدها الرابع، تدعى «رشا.م»، تعيش بمفردها في شقتها داخل أحد الكومباوندات في منطقة حدائق أكتوبر، وقتها كان الجاني، وهو أحد جيرانها وكانت تربطه بها علاقة صداقة، قد أخذ قراره في التخلص منها بسبب عجزه عن سداد مبلغ مالي أدين به لها، صوت صرخاتها سمعها ابن جارها في الشقة المقابلة لها، ما دفعه إلى الاتصال بوالده الذي كان خارج المنزل في ذلك الوقت، بحسب قول أماني مصطفى، إحدى جيرانها:
«ابنه قال له أنا سامع صوت خناقة ودوشة وزعيق من عند جارتنا اللي قدامنا، فقال له متفتحش الباب، عشان كان خايف عليه»، تطور الأمر وعلا صوت الصراخ بعد أن خرجت القتيلة من شقتها وأخذت تطرق على باب الشقة المقابلة لها بشدة، ما دفع الطفل، وفق «أماني»، إلى أن يعاود الاتصال مرة أخرى بوالده: «قاله يا بابا جارتنا بتخبط على الباب بطريقة جامدة ومش عارف أعمل إيه، قال له يا حبيبي ما تفتحش وأنا هبلغ خدمة العملاء، وفعلا اتصل بخدمة العملاء وبعد كده رجعوا كلموه قالوا له الأمن راح وكله تمام مافيش حاجة».
دماء متناثرة
تحكي «أماني» عن رد فعل جار القتيلة بعدما عاد من الخارج ليجد الدم متناثرة أمام باب شقته قائلة: «لما رجع لقى دم قدام الشقة ولقى الجزامة بتاعته متكسرة، فرجع كلم خدمة العملاء تاني وبلغهم إن فيه دم، وقتها بس اتحركوا»، مضيفة: «واضح إن القتيلة لما استنجدت بجارهم القاتل ضربها على دماغها وسحلها من عند باب جارها لحد شقتها جوا».
لم يكن الحادث الأول
انتقلت «أماني» للعيش في «الكمباوند» منذ بضع سنوات، وتبرر اختيارها له برغبتها في العيش بمكان يتوافر فيه خدمات جيدة نظير ما تدفعه من أموال، وعلى رأس هذه الخدمات من وجهة نظرها الأمن لها ولأسرتها: «إحنا عندنا مشاكل أمنية كتير في الكمباوند، والمشاكل ديه إحنا اتكلمنا فيها كتير قبل حادثة القتل عشان مانوصلش للمرحلة ديه، وللأسف محدش كان بيسمع لنا، حتى يوم الحادثة لما طلبنا تفريغ الكاميرات اكتشفنا إنها مش شغالة».
حدوث الجريمة في وضح النهار دون وجود أي وسيلة لنجدة القتيلة هو أكثر ما أثار الرعب في قلب «أماني»: «ديه حاجة تخليني مش عارفة ازاي اتطمن على أولادي وأنا سايباهم في الشقة»، خاصة وأن هذه لم تكن الحادثة الأولى داخل «الكمباوند» بحسب قول «أماني»: «حصل قبل كده إن فيه جواهرجي اتخطف واللي خطفوه خبوه هنا في الكمباوند، وطالبنا بعد الحادثة ديه بتشديد أمني وحراسة أمنية لكن برضه ده محصلش، ده غير جريمة قتل تانية بس كانت بين الأسرة وبعضها».
وعود بتوفير الأمن
اجتمع سكان «الكمباوند» بعد الحادث مطالبين الإدارة بتوفير وسائل الأمن بصورة كاملة وصحيحة، بحسب قول «أماني»، لتضيف قائلة: «الكمباوند هنا رائع وهادي جدا، وإحنا عملنا وقفة مع الشركة بعد الحادثة والشركة وعدت إنه في خلال 3 أسابيع أمور كتيرة هتتظبط أمنيا وهتعالج كل السلبيات الأمنية الموجودة، وبالفعل تم تشغيل الكاميرا اللي على البوابة وإحنا مستنيين باقي الوعود».