رغم كل ما عاشوه ويعايشونه، إلا أن الشعب الفلسطيني دائما يقدم ما يثبت أن الحياة يمكن أن تولد من أصعب وأحلك الظروف، وهو ما يؤكد عليه حكاية الشابة الفلسطينية عُريب عزمي الريس، والتي تمارس فن الرسم بأنواع كثيرة ومختلفة بغية هدف واحد ممثل في التوثيق والمحافظة على التراث الفلسطيني الأصيل، إلى جانب كونها طبيبة أسنان ناجحة ومميزة في عملها.
«هروبا من الواقع برسم بوتريهات للأطفال بالفحم»، وبتلك الكلمات كشفت عن «عُريب» في حديثها لـ «الوطن»، عن سبب اتجاهها لفن الرسم وتعلمه واحترافه نوعيات مختلفة منه، موضحة أن موهبة الرسم امتلكها منذ إن كانت طفلة، حيث كانت تحبه الرسم بشكل كبير، وترى فيه شغفها الأول، لكن أمام هدفها بتحقيق التفوق الدراسي والالتحاق بكلية الطب انقطعت عنه خلال فترة الثانوية العامة، بالإضافة إلى فترة دراستها بكلية طب الأسنان، بعد أن نجحت في تحصيل مجموع ضمن لها دراسة هذا المجال والعمل به.
وبعد مرور خمس سنوات كاملة من الالتحاق بكلية طب الأسنان، لم تستطيع خلالها الشابة العشرينية الفلسطينية أن تمارس الرسم من جديد، عادت لشغفها خلال «سنة الامتياز عاودت ممارسة موهبتي بالرسم».
وتحكي «عُريب»، التي تعيش بغزة، عن تلك المرحلة من حياتها، لافتة: «رجعت للرسم وبدأت باسكتشات بسيطة، وبعدها حاولت أرسم بورتريه لأشخاص، وكانت البداية برسم والدي وأخوتي، ومن رسمة لرسمة، كان يظهر تطور وفرق كبير»، مؤكدة أن هذا ما شجعها على المواصلة بالرسم، مضيفة: «الاشي اللي شجعني اكمل».
وترى الشابة الفلسطينة أن ليس من الغريب أن تحترف طبيبة أسنان الرسم، لأن طب الأسنان بحد ذاته فن، متابعة: «فالمهنة دعمت الموهبة والموهبة دعمت المهنة»، كما أنها ترى أن الرسم وطب الأسنان يجتمعان سويا في صفة الدقة، إللى يحتاجها حتى تخرج بمنتج جيد وجميل بهذين المجالين، كاشفة أنها تعمل بقسم المعالجة اللبية، والذي يُعد من أدق التخصصات في طب الأسنان.
والأمر في حكاية «عُريب» مع الرسم لا يقتصر على نوعية واحدة، حيث تجيد أكثر من نوع مختلف من الرسم، منبهة: «برسم بورتريه بالفحم، وبرسم بفن البوب أرت، وكمان برسم لوحات أكريلك».
أخر مشاريع طبيبة الأسنان الفنية، كانت المحاولة للتوثيق للتراث الفلسطيني، حيث كانت قد بدأت منذ فترة قريب رسم التراث الفلسطيني ولكن بطريقة جديدة، مواصلة: «استلهمتها من شخصية حنظلة للفنان ناجي العلي، وهي شخصية بلا ملامح، بترمز لكل مهاجر فلسطيني».
ومن حينها أصبحت ترسم الفنانة التي تعيش بغزة، شخصيات بلا ملامح حتى ترمز لكل الفلسطينين، بالإضافة إلى لوحات تجمع فيها كثير من المؤثرين الفلسطينين، حسبما أردفت في نهاية حديثها.
تعليقات الفيسبوك