المغير".. محرض الاعتصام "فص ملح وداب"
مشاغب لا يكل ولا يمل، عينه صوب الهدف و"الغاية تبرر الوسيلة"، سباب يتلقاها لا تثنيه عن عزمه طالما كان بعيدًا عن الحدث، إلى أن يتواجد به، فيكون نصيبه "علقة" ساخنة في أغلب الأحوال، أو يقف في "رابعة" ليحمس المعتصمين ويتواجد وسطهم ويشجعهم على الثبات، أو يهاجم الصحفيين داخل الاعتصام ويعتدي عليهم، وبمجرد بدء فض الاعتصام "فص ملح وداب"، نضال إلكتروني أكثر منه على أرض الواقع، سلكه "رجل الشاطر" أو أحمد المغير.
يتفقد الاعتصام هنا وهناك وسط مجموعة من الشباب، الذين يعملون تحت أوامره بالمركز الإعلامي للاعتصام الذي كان مديره، حتى هيمن على حركة الصحفيين الموجودين بالاعتصام لتغطيته الإعلامية، بين طردهم والاعتداء عليهم، استساغ "المغير" الأمر، ولم يسلم الوفد الحقوقي الذي زار "رابعة" من شره، هو وصديقه المشاغب الآخر عبدالرحمن عز، في مشهد الاعتداء على أعضاء الوفد وضربهم وطردهم من الميدان، ليكتبا بأيديهما تحول الميدان من "اعتصام حر" لـ"ثكنة إخوانية".
سلك ذو الجسد السمين، الذي طالما كان اللقمة السائغة للسخرية من معارضيه، طريق قناعاته في مساندة الجماعة واعتصام رفض "الانقلاب"، في مسارين؛ أولهما التواجد وسط المعتصمين يساندهما ويعزز من قوتهما ويثابرهم، وثانيهما النضال الإلكتروني، والدعوة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والحشد للاعتصام، فلطالما عرف قوة الشبكة العنكبوتية، متخذًا من "25 يناير" دليلًا.
رغم شغبه وهجومه وتهديداته لمعارضيه ومعارضي الاعتصام، ووقوفه بقلب أسد يدافع عن مكتب الإرشاد بالمقطم، أثناء دعوات التظاهر ضد "المعزول"، ودفاعه المستميت عن وزير الثقافة الإخواني، علاء عبدالعزيز، وإعلانه اقتحام الوزارة وفض المظاهرات ضد الوزير، رغم كل هذا تبرَّأت منه الجماعة بعد أحداث العنف أمام مكتب الإرشاد، واتهمته على لسان متحدثها الإعلامي، الدكتور محمود غزلان، بالتحريض على القتل والعنف، مؤكدًا أنه ليس عضوًا بالجماعة ولا أحد رجال "الشاطر".
"فيس بوك" و"تويتر" من ناحية، والتواجد والعمل داخل الاعتصام ومحيطه من ناحية أخرى، أصبح المغير "حامي حماة" الجماعة واعتصامها، ومناصرها رغم رفض الجماعة الاعتراف به، بل والتبرؤ منه، حتى أتت اللحظة الفاصلة بفض الاعتصام، ولم يُذكر تواجده آنذاك، حتى لم يظهر بعدها، واعتبره الجميع بعد هروبه، مناضلًا إلكترونيًا كبخار ينقشع حين تأتي ساعة الصفر.
بعد شهور طويلة قاربت العام على فض اعتصامي "رابعة" و"النهضة"، ربما فقد فيها الأمل في الظهور والمنصب والكلمة المسموعة كما كان، أبدى "المناضل الإلكتروني" ثانية عبر "تويتر" ندمه على تأييده لشرعية المؤسسات، واعتذر عن اللحظات التي ترك فيها الميادين واستبدلها بطوابير الانتخابات، مبديًا ندمه على ثقته ودفاعه لـ"ناس ميستحقوش"، واعدًا بـ"الثورية المصرية" فقط، دون أن يفرق مرسي وجماعته معه، وإنما الثورة وحدها هي الفارقة معه مستعدًا أن يفديها بروحه ودمه.