يوميات مستشفيات الحكومة: «يوسف» مات.. و«نورهان» فقدت ذراعها
قلة خبرة بعض الأطباء فى المستشفيات الحكومية، وإهمال بعض الممرضات، هما الرابط المشترك بين مأساة الطفل «يوسف»، الذى مات بسبب الإهمال الجسيم فى أسيوط، والطفلة نورهان، التى تعرضت لبتر ذراعها فى قنا.
«ابنى دخل المستشفى الأميرى لجراحات اليوم الواحد، للعلاج من حروق أصابته بسبب احتراق منزلنا، فتحوّل إلى مصاب بقرحة فى المعدة والأمعاء ونزف دماء متواصل من فمه؛ لأن الطبيب المعالج كان محدود الخبرة، لم يمنع عنه الطعام والشراب رغم خطورة حالته، حتى انتهت حياته تماماً متأثراً بتلك الأعراض». هذه باختصار مأساة «يوسف» كما يرويها والده.
الوالد «رجب» يؤكد أن حالة «يوسف» تدهورت على مدى 15 يوماً فى «المستشفى الأميرى» بأسيوط، وقبل أن يهم بنقله إلى المستشفى الجامعى كان الطفل قد انتقل إلى جوار ربه. ويناشد «رجب» الرئيس عبدالفتاح السيسى، قائلاً: «يا سيادة الرئيس أنا عامل على باب الله، ويوسف ابنى هو اللى طلعت بيه من الدنيا وأهه راح منى وانت وعدت إنك هتقضى على الفساد والإهمال فى هذا البلد.. أنا بترجاك إنك تتحرك ضد الإهمال والفساد فى المستشفيات وترحم أبناء الفقراء من الموت بالإهمال حتى لا تتكرر مأساة ابنى».
وفى قنا، مأساة أخرى مشابهة، يرويها لـ«الوطن» سعيد محمد بكرى، والد الطفلة «نورهان»، التى تعرضت لبتر ذراعها فى مستشفى أسيوط الجامعى. ويقول: «حضرنا إلى مستشفى دشنا المركزى لوضع ابنتى الوليدة فى الحضانة، فوضعت الممرضات الكانيولا فى شريان اليد، بدلاً من الوريد، وتركن المحلول يسرى فى الشريان بالكامل، حتى نفد، وطبعاً تأثر ذراع نورهان بجرح شديد ولم تنجح محاولات علاجه، وأخفوا عنا الأمر، ثم طلبوا منا شراء كريمات ودهانات للعناية بالجرح الذى ملأه الصديد ودخلته غرغرينة، وبعد تأزم الحالة حاولت الخروج بابنتى لإنقاذها، فاصطنعوا معى المشكلات، وحرروا ضدى محضراً اتهمونى فيه باقتحام المستشفى». وناشد الأب وزارة الصحة، والنائب العام باتخاذ الإجراءات القانونية ضد المستشفى، واختتم كلامه بالقول: «مش هسيب حق بنتى».