لبنى عبدالعزيز تقنع الرئيس نجيب بالظهور لأول مرة على البرنامج الأوربي
لبنى عبدالعزيز
الكثيرون لا يعرفون أن الفنانة لبنى عبدالعزيز لا تزال تذهب إلى الإذاعة أسبوعيا لتسجيل حلقات برنامجها الموجه للأطفال على إذاعة البرنامج الأوربي، الذي يحمل اسم (ركن الأطفال) أو (العمة لولو).
تضحك عندما تحكي ذكرياتها مع هذا البرنامج تحديدا، ويملأ الفخر وجهها، وهي تتذكر أنها أعجز مذيعة في الراديو، فلا يوجد مذيعة في العالم تقدم برنامجا منذ الخمسينات حتى الآن، ورغم ذلك تظل الإذاعة هي الجهة الوحيدة التي لم تكرمها حتى الآن، وإذا كان في القلب غصة من هذا التجاهل إلا أن هذا الأمر لن يثنيها عن أداء مهمتها كما ينبغي حتى آخر نفس في حياتها طالما أنها لا تزال قادرة على العطاء.
في المقابل، وكما تحكي عبر مذكراتها «قصة امرأة حرة/ لبنى»، الصادر عن دار سما، بقلم هبة محمد علي: «تفخر لبنى أنها ربت أجيالا في برنامجها، وتسعد كثيرا عندما يأتيها رجال وسيدات وطبيبات ومهندسون ومهندسات ومحامون وجميعهم يقولون لها: (أنت مش فاكرانا؟ احنا كنا بنطلع معاك زمان في ركن الطفل يا أنتى لولو).
ومن ذكرياتها الجميلة مع هذا البرنامج، ما حدث في الأيام الأخيرة من ديسمبر سنة 1953 عندما كانت تحتفل مع الأطفال في الاستديو بأعياد الكريسماس، ورأس السنة، كل شىء في هذا اليوم كان معدا لتقيدم حلقة مميزة، حيث أحضرت الهدايا، وزينت الاستديو بالزينة والبالونات استعدادا لحضور 100 طفل، وهو رقم ضخم جدا وصعب السيطرة عليه، لكن رغبتها في إسعاد أكبر عدد من الأطفال أحيا بداخلها روح التحدي، وبينما كانت تجلس على الأرض وحولها الأطفال وتغنى معهم أغاني العيد، أخبرها الزملاء أن الرئيس محمد نجيب يسجل كلمة في الاستديو المجاور للاستديو الخاص بها.
تولدت في رأسها فكرة جريئة؛ إذ ذهبت إليه لتطلب منه أن يسجل كلمة لأطفال برنامجها، يهنئهم فيها بالعام الجديد، لكن على باب الاستديو وجدت حرس يقفون بالبنادق، وصرخ أحدهم في وجهها وطالبها بالرحيل فورا لكنها أبت أن تفعل وكررت المحاولة ورفعت صوتها، وأخذت تلوح للرئيس لكى يراها فنظر إليها وقال: (إيه يا بنتى عايزة ايه؟) وأمر جنوده أن يسمحوا لها بالدخول فأخبرته بما تريد.
رحب «نجيب» جدا وسجل لبرنامجها كلمة، وكانت المرة الأولى التي يظهر فيها صوت الرئيس محمد نجيب في إذاعة البرنامج الأوربي، وبالإضافة التي لمستها في عيون الأطفال هذا اليوم، فقد حققت سبقا كإعلامية ولا تزال تفتخر به حتى الآن، وقد كان هذا اللقاء العابر على باب استديو الإذاعة سابقا للحوار المطول الذي أجرته معه فيما بعد.