«شنطة أو برفان أو طقم كوبايات»، جرى العرف أن تكون الهدايا الأشهر فى عيد الأم، وربما يشتريها الأبناء كل عام مع تغيير بسيط فى التفاصيل، النهج الذى حاول البعض تغييره، بطرح هدايا من نوع مختلف تمنح الأمهات السعادة والثواب، ويستفيد منها المجتمع.
«ساهم فى رجوع أم غارمة لأولادها فى عيد الأم.. فرّحها وخلّى اسمها سبب فى فرحة أسرة كاملة فقيرة.. قدم الثواب باسمها فى تركيب أسقف وأبواب وشبابيك.. خلّى هدية رد الجميل ثواب صدقة باسمها لعلاج طفل يتيم»، هكذا طرحت مؤسسات خيرية فكراً جديداً لهدايا عيد الأم، فى محاولة لاستثمار المناسبة الاجتماعية والمشاعر النبيلة تجاه الأمهات لزيادة التبرعات وخدمة الفقراء.
الأم نبع الحنان والقلب الصافى تضحى من أجل أولادها، حتى إن كلفها ذلك أن تُسجن خلف الأسوار، من هذا المنطلق، قررت مؤسسة «مصر الخير» استغلال مناسبة عيد الأم وطرح فكرة التبرع بسهم 500 جنيه لفك كرب 2000 غارمة وعودتهن لأبنائهن، حيث أوضحت سهير عوض، مدير برنامج الغارمين، أن الفكرة لها فوائد عديدة، فبخلاف كونها هدية عظيمة للأمهات، فهو أحد مصارف الزكاة ويخدم سيدات فى أمسّ الحاجة للمساعدة: «بمعنى أصح هتفرّح أم».
لا يقتصر مردود الهدية على خروج الغارمة من السجن، بحسب «سهير»، إنما مساعدتها على إيجاد فرصة عمل ومصدر دخل ثابت، وتعليم أبنائها، حتى لا تعود للسجن مرة أخرى.
«الفكرة هادفة ما لم يصاحبها استنزاف للمشاعر»، تقولها هبة راجى، رئيس مجلس أمناء مؤسسة «بالعربى إنسان» للتنمية، حيث ترى أن بعض الجمعيات الخيرية تركز على مشاعر الفقد والذكريات، لحث المواطنين على التبرع ووهب الثواب للأمهات الراحلات.
الابتعاد عن الهدايا التقليدية من سلع استهلاكية، ومنح الأمهات فى عيدهن إيصالاً بتبرع، نهجٌ تؤيده «هبة»، خاصة أن العائد منه تنمية مجتمعية: «بدل ما تجيب لأمك غسالة أو خلاط ربما لا تحتاجه، تبرع لشخص أكثر احتياجاً، وطبعاً بعد مشاورة الأم ومباركتها للعمل الخيرى إن كانت على قيد الحياة».
فى نفس الوقت، تنصح «هبة» المتبرعين العاقدين العزم على اختيار تلك النوعية من الهدايا، بعدم الاكتفاء بدفع السهم أو الصك وينتهى الأمر عند ذلك، إنما يجب أن يصاحبه الدعاء بتقبل العمل، ثم منح ثوابه للأمهات الأحياء والأموات.
تعليقات الفيسبوك