"بروفايل"| في ذكرى رحيله.. "محمود درويش" عابر السبيل الفلسطيني
عاش عاشقًا ومحبًا لعروبته وتراب وطنه، فمنذ ميلاده وحتى وفاته لم يتخل عن قضيته، حيث وهب الشاعر الفلسطيني محمود درويش حياته في رثاء بلده المحتل.. حاملًا قلمه سلاحًا لمقاومة الاحتلال الصهيوني لأرض الرسالات السماوية.
يشهد التاريخ وإرثه الشعري على مواقفه السياسية والوطنية، فأشعار محمود درويش طالما تتحدث عن حب الوطن الممزوج بالحبيبة الأنثى، حيث ولد درويش عام 1941 في "البروة"، وهي قرية فلسطينية تقع في الجليل، وكانت أسرته تملك أرضا هناك خرجت الأسرة برفقة اللاجئين الفلسطينيين في العام 1948 إلى لبنان.. وعندما عادت متسللة عام 1949 وجد قريته مهدمة وتحت قبضة إسرائيل.
انتسب محمود درويش إلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي، وعمل في صحافة الحزب، مثل الاتحاد والجديد، كما اشترك في تحرير جريدة الفجر بعد إنهاء تعليمه الثانوي في مدرسة يني الثانوية في كفر ياسيف، واعتقل من قبل السلطات الإسرائيلية مرارًا، بدءًا من العام 1961 بتهم تتعلق بتصريحاته ونشاطه السياسي، حتى عام 1972، حيث توجه إلى الاتحاد السوفييتي للدراسة.
وانتقل "درويش" بعدها لاجئا إلى القاهرة في ذات العام، حيث التحق بمنظمة التحرير الفلسطينية، ثم لبنان حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية.
ومن أبرز المؤلفات الشعرية التي تركها الشاعر محمود درويش إرثا وطنيا يتحدث عنه "عصافير بلا أجنحة، أوراق الزيتون، عاشق من فلسطين، آخر الليل، مطر ناعم في خريف بعيد، يوميات جرح فلسطيني، حبيبتي تنهض من نومها، محاولة رقم 7، أحبك أو لا أحبك، مديح الظل العالي، هي أغنية، لا تعتذر عما فعلت، حصار لمدائح البحر وشيء عن الوطن".
9 أغسطس 2008، كان شاهدًا على وفاة محمود درويش في الولايات المتحدة الأمريكية، بعد إجرائه لعملية قلب مفتوح، وأعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الحداد 3 أيام في كافة الأراضي الفلسطينية حزنا عليه، ووصفه بـ"عاشق فلسطين" و"رائد المشروع الثقافي الحديث" و"القائد الوطني اللامع والمعطاء".