استشاري نفسي يوضح الفرق بين الحزن والاكتئاب وطرق إنقاذ المصابين به
الدكتور كريم درويش استشاري الطب النفسي والأعصاب
فرَّق الدكتور كريم درويش استشارى الطب النفسي والأعصاب، بين حالات الحزن الناتج عن ظروف قاسية مثل فقدان عزيز أو التعرض لمشكلة وما إلى ذلك، وبين حالات الاكتئاب والتى قد تكون أحد الأسباب المؤدية للانتحار، حيث يدفع الاكتئاب الشديد الشخص إلى التفكير فى الانتحار بـ20 ضعفا فوق الشخص الطبيعي.
وأضاف «درويش» في تصريحات لـ«الوطن»: من المهم أن نفرق بين فكرة الحزن والاكتئاب الشديد، ولو اختلط علينا الأمر من المهم أن نلجأ إلى الطبيب النفسي، لكن العلامات أو الفيصل بين حالات الحزن والاكتئاب عاملان رئيسيان هما: استمرار الحالة النفسية السيئة ما يزيد على أسبوعين متواصلين، مع عدم استجابة الشخص للمحاولات الهادفة لإخراجه من الحالة، والعامل الثاني هو تأثير هذه الحالة المزعجة في ألمها النفسي على الحياة الوظيفية للشخص، مع ملاحظة عدم وجود رغبة حقيقية عند الشخص في مزاولة الأنشطة الحياتية، كما يؤثر الاكتئاب (في حالته المرضية) على علاقة الشخص بالناس وباندماجه في المجتمع.
كيفية مساعدة الشخص المكتئب:
نصح «درويش» بتقديم الدعم له هو شخصيا، من خلال الاستماع إليه، وحتى لو لم يكن هناك حلول سريعة للمشكلة فالدعم والاستماع إلى المكتئب يساعده على تجاوز حالته، وكذلك علينا تقديم الخبرات والتى يقدمها أصحاب التجارب المشابهة للشخص، والذي من شأنه أن يسهم في إيجاد مخرج وحل، موضحا أن الشخص يدرك إصابته بالحالة، وعليه مساعدة نفسه من خلال تقليل القلق الناتج عن التعرض للضغوط النفسية.
وأكد استشاري الطب النفسي على أهمية ممارسة الرياضة، «من الضروري المداومة على الرياضة حتى ولو اقتصر الأمر على المشي بشكل منتظم»، مشيرا: «سنحصل على جسم صحيح طبيا وبدنيا، إضافة إلى أن الرياضة تساعد على تحسين الحالة المزاجية»، موضحا: «خلال ممارسة الرياضة يفرز الجسم مادة الأندورفينات تؤثر تأثيرا إيجابيا على الحالة المزاجية في المخ وتسهم في إخراج الشخص من حالته»، متابعا: «بعد كل هذه المحاولات، إن لم تؤت بنتيجة، ننصح الشخص بالتوجه إلى الطبيب النفسي والذي سيساعده إما عن طريق العلاج النفسي الدوائي أو العلاج المعرفي أو السلوكي».
وعن الفئات الأكثر عرضة للاكتئاب
وعن الفئات الأكثر عرضة للكتئاب، قال «درويش»: هم الأكثر عرضة للضغوط النفسية في الحياة، أما المهن فلا يوجد كثير من الدراسات تتناول الأمر، لكن يشير البعض إلى أن أطباء الطوارئ هم الأكثر للاكتئاب والضغوط النفسية، والسيدات أكثر عرضة للاكتئاب من الرجال بسبب تأثير الهرمونات الأنثوية التى تفرزها أجسامهن، ولكن لحسن الحظ نجد أن السيدات تلجأ إلى الطب النفسي بشكل أكبر وهو ما يسهم في التعافي بشكل أسرع.
وعلى مستوى الشعوب والثقافات
وتابع: «بشكل عالمى نسب الاكتئاب واحدة في معظم أنحاء العالم، إذ أنها ما بين 7%: 10% من تعداد الشعوب مصابة بالاكتئاب، بدرجات متفاوتة، وجزء كبير من هذه النسبة بدرجات متوسطة وخفيفة، ونحن في حاجة إلى رفع الوعي، وبدأنا في مصر بتفعيل الخط الساخن للدعم النفسي عن طريق الأمانة العامة للصحة النفسية والخط الساخن للانتحار لكى يجد الإنسان من يدعمه في حالة وجود أفكار انتحارية ونحتاج اهتمام المنصات الإعلامية والتوعية لكى يساعد الشخص في تجاوز الأزمة لكي نستمع بحياتنا»، محذرا من خطورة المرض: «الاكتئاب يزيد معدل الانتحار بنحو 20 ضعف من نسبة الانتحار».