جزيرة «الرملي».. فسحة النساء والأطفال دون الرجال في مريوط
انتظار استخراج الجثث
حالة من التعجب انتابت متابعي حادث غرق مركب في بحيرة مريوط، غرب الإسكندرية، نظراً لأن القارب كان يحمل مجموعة من النساء والأطفال، في ظل غياب العنصر الذكوري، الذي تمثل في رجل واحد فقط، بالإضافة إلى قائد المركب، إلا أن لذلك قصة نتيجة العادات البدوية في تلك المنطقة.
فرحلة التنزه إلى جزيرة «الرملي»، التي كانت وجهة الضحايا من منطقة «الهوارية»، تُعد من أكثر العادات التي يحرص عليها أهل هذه المنطقة، حيث تعد المتنزه الأول لهم، نتيجة الطبيعة الخلابة لمنطقة تحيطها المياه من كافة الجوانب، ويتخللها بعض الطرق الرملية، والأشجار المترامية على أطرافها، مما يزيد من جمالها.
ونظراً لتلك الطبيعة، فيتواجد بها الشباب والرجال على ضفاف البحيرة، يجلسون في جلسات السمر، وشرب الشاي «الزردة»، الذي يشتهر به البدو، الأمر الذي يشكل صعوبة على نساء القبائل في المكوث والاستمتاع بتلك الطبيعة، نظراً للعادات والتقاليد البدوية التي تعيق وجود نساء في ذات المنطقة التي يتواجد فيها الرجال.
ولحل تلك الإشكالية، وجد النساء والأطفال ضالتهم في «جزيرة الرملي»، التي تقع على الطرف الآخر من البحيرة، بعيداً عن أعين المتواجدين على أطراف البحيرة بشكل دائم، وذلك بحسب «طرابلسي منصور»، أحد كبار أهالي المنطقة، الذي تحدث لـ«الوطن» قائلاً إن الجزيرة يذهب إليها الرجال والنساء، إلا أنه متعارف أنه في الوقت التي تذهب فيه النساء للمكوث هناك، فإن الرجال يحترمون تلك الخصوصية، ولا يتوجهون إليها إلا بعد رحيل النساء.
وأضاف «منصور» أن الضحايا توجهوا إلى الجزيرة قبل غروب شمس يوم الاثنين الماضي، لتناول الإفطار معاً بعد يوم من الصيام، وشرب الشاي «الزردة»، إلا أن الموت كان في انتظارهم أثناء رحلة العودة.
ومن جانبه، أكد «محروس فرحات»، أحد أقارب الضحايا، أن أبناء المنطقة معتادون على تلك الرحلة، يحملون الأرز واللحم للشوي، بالإضافة إلى شرب الشاي، والتمتع بالمياه والمناظر الطبيعية الخلابة، والعودة مجدداً، مشيراً إلى أن الرحلات لا تتوقف إلا في وقت النوات الكبرى.
وعلى الرغم من الاعتياد على تلك الرحلة من أبناء القبائل، إلا أن حادث غرق المركب ليس الأول من نوعه، مشيراً إلى أنه الحادث الثالث خلال الـ10 سنوات الماضية، فبحسب «محروس»، يرجع الحادث الأول إلى سنة 2011، حيث غرق 7 أشخاص، توفى 5 منهم، بينما تم إنقاذ شخصين، والحادث الثاني كان في سنة 2018، حيث غرق قارب على متنه 4 أشخاص، توفي أحدهم، إلا أن حادث مساء الاثنين الماضي يُعد كارثياً مقارنةً بالحوادث السابقة، حيث أسفر عن وفاة 14 غرقاً، من أصل 20 كانوا على متن القارب، جميعهم من النساء والأطفال من أسرة واحدة.
ومع ذلك، أكد «محروس» أن الأهالي سوف يستمرون في ممارسة هذه العادة، والذهاب إلى جزيرة «الرملي» للاستمتاع بأجوائها وطبيعتها الساحرة، إلا أن الحادث قد يغير من طريقة الذهاب والأعداد وتوقيت الخروج والعودة، حتى لا تتكرر تلك الفاجعة، التي حلت على أهالي المنطقة.