حكاية «حناطة» من إدمان برشام الهلوسة إلى جثة على الدائري.. مات منتحر
انتحار
«حناطة» شاب صغير عمره 17 سنة، لم يألف غير الشارع، ولما يصادق غير الجوع، يعيش في عشة بمخزن خردة بمنطقة الطالبية في الجيزة، حيث يعمل جامع خردة لمصلحة صاحب المخزن.
يعيش حناطة ولا يعرف عن نفسه سوى اسمه الذى حمله من الشارع وكبر به، ولا يعرف في عالمه سوى الألم .. ألم العمل وألم الجوع وألم البرد، لجأ «حناطة» إلى البرشام والعقاقير المهلوسة، في وصفة حصل عليها من طفل شوارع، ليحتمل بفضل مفعولها الساحر البرد وإرهاق العمل المتصل في جمع القمامة والخردة.
حياة قصيرة
كانت حياة «حناطة» القصيرة تتجه إلى نهايتها، في الوقت الذي أدمن فيه العقاقير المهلوسة، ووفقًا لتحريات مباحث الجيزة تحت إشراف اللواء رجب عبد العال مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، أقبل الشاب الصغير على تعاطي العقاقير المخدرة بنهم غير عادي، ولم تفلح نصائح صاحب المخزن في إرجاعه عن الطريق الذي سار فيه.
مشادة وحبس
انتهت المواجهة الأخيرة بين صاحب المخزن وبين «حناطة» بمشادة، بدا خلالها أن الثاني فقد أعصابه وعقله وأخذته العقاقير المخدرة إلى طريق بلا عودة، لدرجة أنه لم يعد يأكل وفقد شهيته للطعام، وهو الذي كان يترقب الحصول على لقمة تسد جوعه بفارغ الصبر.
اضطر صاحب المخزن، حسب تحريات المقدم إسلام السيد رئيس مباحث الطالبية، والعميد طارق حمزة رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة، إلى حبس «حناطة» في غرفة منعًا لردة فعل عنيفة وغير متوقعة.
جثة حناطة مشنوقة
مرت عدة ساعات، توجه بعدها صاحب المخزن لتفقد «حناطة» فوجده جثة معلقة في حبل، واكتشف الرجل أن الشاب الصغير شنق نفسه، فاستعان بابنته وزوجها وقاموا بنقل الجثة وإلقائها على الطريق الدائري خوفًا من المسؤولية، لكن المباحث كشفت حقيقة الواقعة عقب تلقؤ بلاغ بالعثور على جثة مجهولة على الدائري ليس بها إصابات عدا حز دائري بالرقبة إثر الانتحار شنقًا.
توصلت التحريات إلى هوية المتوفى، وتم التوصل إلى صاحب مخزن الخردة الذي اعترف بإلقاء الجثة بنهر الطريق الدائري للإيهام بوفاة «حناطة» في حادث مروري، فتم إخطار النيابة العامة التي تولت التحقيق.