"الإسكندرية".. قطعة من أوروبا في الشتاء و"قاهرة ثانية" في الصيف
على أنغام السيدة فيروز، ومحمد منير، وتلاطم أمواج البحر أمام الشواطئ الخالية، إلا من عشاق التجول على الكورنيش، تحت حبات المطر، تفتح الإسكندرية أبوابها لعاشقيها، لتنثر رذاذ البحر على وجوههم، والاستمتاع بأجواء شتوية رائعة مصحوبة بأصوات مطربين "الأندر جروند" في قاعات مكتبة الإسكندرية، ومركز "الجزويت" الثقافي، قبل أن يأتي موسم الصيف، ويبدأ توافد المصطافين عليها، وتشويه الصورة الجميلة التي يعرفها الآلاف من محبي عروس البحر الأبيض المتوسط، والتي يشبهها البعض بأوروبا من حيث المناخ الشتوي الرائع.
"حظر التجوال، إعلان إسكندرية دولة منفصلة، الحصول على تأشيرة لدخول الإسكندرية، غزو الفلاحين، إسكندرية مش للإسكندرانية"، كلها عبارات يطلقها أهالي الإسكندرية على مواقع التواصل الاجتماعي، لوصف الحالة السيئة التي تكون عليها المدينة الساحلية خلال فصل الصيف، من تزاحم المصطافين والسيارات، والقمامة التي تملأ الشوارع والشواطئ.
فصل الصيف.. الوقت الذي تمتلئ فيه الإسكندرية بمئات الآلاف من الوافدين، وتصبح أشبه بـ"قاهرة جديدة"، ويهرب فيه سكان عروس البحر إلى محافظة مطروح وقرى الساحل الشمالي، وشرم الشيخ والغردقة، تجنبا للزحام، والبحث عن جو هادئ ونظيف، بعيدًا عن ضوضاء المصطافين.
وتتبلور أزمات المواطن السكندري بموسم الصيف، في عدم القدرة على التنقل بحرية وسط الشوارع والمواصلات المزدحمة، وانقطاع المياه عن الكثير من المنازل لتوفيرها في القرى السياحية، وامتلاء المقاهي ودور السينما، واكتظاظ المحلات التجارية الكبرى بالوافدين إلى المدينة.