تعرف على المذهب المالكي الذي توفي شيخه اليوم.. يتبعه 150 مليون مسلم
الدكتور أحمد طه ريان
يعد «المالكي»، ثاني المذاهب الفقهية السنية المعتمدة، وينتشر المذهب الذي توفي شيخه اليوم، الدكتور أحمد طه ريان عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، في العديد من البلدان الإسلامية، ويتركز في بلدان المغرب العربي، الإمارات، البحرين، قطر، الكويت، السودان، صعيد مصر، والمنطقة الشرقية من السعودية ووسط وغرب أفريقيا ويبلغ عدد أتباعه في العالم نحو 150 مليون، وهو مذهب الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الحالي.
نشأة المذهب المالكي
نشأ المذهب المالكي بالمدينة المنورة موطن الإمام مالك، وجاء الانتشار الكبير بانتشار تلاميذ الإمام مالك بعد وفاته عام 179 هجريا، يقول القاضي عياض: «غلب مذهب مالك على الحجاز والبصرة ومصر وما والاها من بلاد أفريقية، والأندلس وصقلية والمغرب الأقصى إلى بلاد من أسلم من السودان إلى وقتنا هذا، وظهر ببغداد ظهورا كثيرا، وضعف بها بعد 400 سنة، وظهر بنيسابور، وكان بها وبغيرها أئمة ومدرسون»
وظهر مذهب الإمام مالك الفقهي واضحا في كتابين له، تأسس عليهما المذهب وهما: كتاب الموطأ وهو واحد من أقدم المؤلفات في السنة النبوية وأشملها، وكتاب المدونة الكبرى، الذي ذكر فيه الإمام مالك أراءه في القضايا الفقهية التي عرضت له، وجعله أبوابا فقهية مرتبة.
ويرجع البعض نشأة المذهب المالكي لسنة جلوس إمام المذهب الإمام مالك للفتوى، وتسليم الناس له بالإمامة سنة (110 هـ)، واستمرت فترة النشأة للقرن الثالث، وكان من أهم الكتب التي صُنِّفت في هذه المرحلة: الأمهات الأربع، وهي: المدوَّنة، والواضحة، والعُتْبِيَّة، والموازيَّة.
وشهد المذهب بعد القرن الثالث نقلات كبري حيث التطوير الدائم واستخراج القواعد والتأصيل على يد تلاميذ المالكية؛ الذين تولوا الضبط والتحرير، والتمحيص والتنقيح، والتلخيص والتهذيب، ومن أشهر المصنفات المختصرة في هذه المرحلة: التفريع لابن الجلَّاب (ت 378 هـ)، وتهذيب المدوَّنة لأبي سعيد خلف بن أبي القاسم محمد الأزدي القيرواني الشهير بالبراذعي (ت 438 هـ).
أًصول المذهب المالكي
قام المذهب على فقه أهل المدينة وما اعتمدوه في الأصول وتفرعت إلى أصول نقلية، وعقلية، والنظر المقاصدي، يقول الإمام مالك عن كتابه «الموطأ»: «فيه حديث رسول الله وقول الصحابة والتابعين ورأيي، وقد تكلمت برأيي، وعلى الاجتهاد، وعلى ما أدركت عليه أهل العلم ببلدنا، ولم أخرج من جملتهم إلى غيره»، فقد أوضحت عبارة الإمام مالك بعض الأصول التي استند إليها في اجتهاداته واستنباطاته الفقهية وهي: السنة، وقول الصحابة، وقول التابعين، والرأي والاجتهاد، ثم عمل أهل المدينة.
دول تبنت المذهب المالكي
وشهد التاريخ دولا قامت على المذهب المالكي ما جعله عنوانا للاستقلال في بعض الأزمان، فقد أمر حاكم الأندلس رعيته السير على المذهب المالكي، وكان له دور كبير في الصراعات السياسية، وتبنته جمع الدول التي أرادات الاستقلال عن الخلافة العباسية، مثل دولة المرابطين في المغرب الأقصى والتي تبنت مذهب مالك ونشروا الكتب التي تحوي آراءه، توسع المذهب ورسخت قواعده، قال ابن حزم: «مذهبان انتشرا في بدء أمرهما بالرياسة والسلطان، الحنفي في المشرق، والمالكي بالأندلس».