«شهيد شهامة» بالإسكندرية.. ذبحه جاره لمنعه من الاعتداء على سيدة
محمد فوزي - شهيد الشهامة
«ما ينوب المخلص إلا تقطيع هدومه» مثل شعبي دارج عما يلقاه الأشخاص خلال تدخلهم لتخليص البعض في المشاجرات الكبرى، إلا أن ذلك المثل تحول إلى «ما ينوب المخلص إلا إهدار دمه وقتله»، وهو الأمر الذي حدث للشاب «محمد فوزي»، 29 سنة، من أبناء محافظة الإسكندرية، بعد محاولاته منع الاعتداء على إحدى السيدات من جيران أسرته.
«عيب يا جدع هتضرب واحدة ست بالشومة»، كانت آخر كلمة يقولها «شهيد الشهامة» قبل أن تطاله يد الغدر بآلة حادة «كاتر» في وريد رقبته، ليقع مغشياً عليه في لحظات تحولت بعدها إلى غياب، بل ورحيل تام عن العالم.
تعود تفاصيل الواقعة إلى فجر يوم الأربعاء الماضي، أثناء عودة الشاب «محمد فوزي» من عمله إلى منزله، في منطقة «غربال» وسط الإسكندرية، ليفاجأ بوجود مشاجرة بين اثنين من جيرانه، أحدهما في الثلاثينات من عمره والآخر طفل يبلغ من العمر 16 سنة، وعلى الفور حاول المجني عليه التدخل سريعاً لتهدئة الأجواء، في الوقت الذي هرولت فيه والدة الشاب الصغير لتنقذ ابنها، فإذا بالجاني «إسلام. هـ» يمسك بـ«شومة» محاولاً ضرب والدة الطفل، وعندما حاول القتيل منعه من التعدي على السيدة جارته، بادره القاتل بطعنة في رقبته، باستخدام «كاتر»، ليسقط على الأرض، ويدفع حياته ثمناً لـ«شهامته».
تلقى مدير أمن الإسكندرية، اللواء محمود أبو عمرة، إخطاراً بنشوب مشاجرة بدائرة قسم محرم بك، وسقوط قتيل، وعلى الفور، انتقلت الأجهزة الأمنية إلى محل الواقعة، وتبين وجود جثة لشاب يدعى «محمد فوزى عبد الوهاب»، 29 سنة، أعمال حرة، وتم تحرير المحضر اللازم برقم 1180 لسنة 2021 جنح محرم بك، للعرض على النيابة العامة، التي تولت التحقيق.
والد القتيل: عاوزين حق ابننا
وطالب «فوزي عبد الوهاب»، والد القتيل، بحق ابنه، وأن يتم الحكم على القاتل بالإعدام نظير جريمته، التي أضاعت منه شاباً في مقتبل العمر، كان يستعد لتكوين حياته، والإقدام على خطوبة، وإذا به يضيع سريعاً من أمام عينه في مشاجرة لا دخل له فيها، سوى أنه حاول الدفاع عن جارته.
وأضاف والد القتيل لـ«الوطن» أن والدة القتيل عانت بعد مقتله، ودخلت في نوبة بكاء وعدم تصديق لضياع ابنها، كما أصبحت غير قادرة على الحركة نهائياً، مشيراً إلى أن جميع أهالي المنطقة يحبون ابنه القتيل، نظراً لأنه لم يتعرض لأحد بالإيذاء، أو يدخل في مشاكل مع أحد من أهل المنطقة.
شهادة الجارة
أما «سعيدة سعد»، إحدى جيران المجني عليه والتي تدخل في المشاجرة للدفاع عنها، فقالت إن القاتل تشاجر مع ابنها، وطرق بابها قائلاً: «هندمك على ابنك»، فكان ردها: «أنت وابني واحد»، مشيرةً إلى أن كلمتها التي كانت تحمل تطييب خاطر له لم تعجبه، وهرول تجاه ابنها وطعنه في صدره بجوار قلبه، وحينما حاولت منعه، أراد ضربها، قبل أن يمنعه القتيل، الذي تلقى هو الآخر طعنة في رقبته، ليسقط قتيلاً جزاءً لشهامته.
حبس المتهم
وقررت النيابة حبس المتهم 15 يوماً على ذمة التحقيق، بعدما وجهت إليه تهمة القتل العمد للمجني عليه «شهيد الشهامة»، وإصابة اثنين آخرين، خلال المشاجرة، أحدهما في ذراعه والآخر في صدره، كما أمرت بالتحفظ على أداة الجريمة.