«السيسى»: الانتخابات البرلمانية قبل نهاية العام والمبادرة المصرية الحل الوحيد لوقف نزيف الدم فى غزة
قال الرئيس عبدالفتاح السيسى إن المبادرة المصرية هى الحل الوحيد لتحقيق التهدئة فى قطاع غزة ووقف إطلاق النار لتتم بعدها مفاوضات حول جميع القضايا العالقة وصولاً إلى دولة فلسطينية مستقلة ومستقرة.
وأضاف «السيسى» خلال أول مؤتمر صحفى له بعد توليه الرئاسة بمشاركة ماتيو رينزى رئيس وزراء إيطاليا، أن مصر طرحت المبادرة قبل الاجتياج البرى لقطاع غزة ووقوع المزيد من الضحايا. ولفت «السيسى» إلى أنه عقد جلسة مباحثات مع رئيس الوزراء الإيطالى تناولت العديد من الموضوعات على رأسها علاقات البلدين باعتبار إيطاليا ثانى أكبر شريك اقتصادى لمصر فى العالم وخامس مستثمر أوروبى، كما قدم التهنئة لإيطاليا لحصولها على رئاسة دورة الاتحاد الأوروبى بما يمثل فرصة كبيرة لتوسيع العلاقات. وأشار إلى أنه تم تناول أزمة غزة، مؤكداً أن المبادرة المصرية هى الفرصة الحقيقية لحل الأزمة وإيقاف نزيف الدم الفلسطينى، قائلاً «وهو ما توافق معى فيه رئيس الوزراء الإيطالى». وتابع «السيسى»: «المبادرة بمنتهى الاختصار تتيح فرصة حقيقية لحدوث تهدئة ثم الدخول فى مفاوضات حول باقى القضايا العالقة ومنها إقامة دولة فلسطينية مستقرة، وقلت لرئيس الوزراء الإيطالى إن الوقت حاسم ولا بد من استثماره وبسرعة لإيقاف إطلاق النيران والتهدئة فى القطاع وإيقاف نزيف الدم الفلسطينى لأن فقدان الوقت يؤدى إلى تعقيد الموقف أكثر ومن المهم أن الوقت لا يستهلك».[FirstQuote]
ولفت إلى أن المباحثات تطرقت إلى الوضع فى ليبيا وتم التأكيد على أن تكون هناك مواجهة حقيقية للواقع الذى يتشكل فى ليبيا على الأرض، داعياً المجتمع الدولى إلى سرعة التحرك.
وأوضح أن المباحثات تناولت أيضاً ملف الإرهاب وأهمية أن تكون هناك استراتيجية عالمية لمواجهة الإرهاب فى المنطقة، كما تحدثا عن سبل دعم العلاقات مع إيطاليا والاتحاد الأوروبى، قائلاً «أرحب برئيس الوزراء الإيطالى وأشكره على تعاونه معنا ونتطلع لدور إيطاليا فى الاتحاد الأوروبى». من جانبه، قال ماتيو رينزى، رئيس وزراء إيطاليا، إنه على أوروبا أن تنظر لمنطقة المتوسط بشكل مختلف ومساعدة الدور القوى لمصر والذى بدونه لن تتمكن أوروبا من فعل شىء -على حد قوله. وتابع «رينزى»: «مصر وإيطاليا لا ترتبطان فقط بتعاون تاريخى نسعد به ولكن أمامنا قدر واحد يعكس قناعة بالدور الحاسم الذى تلعبه مصر فى تحقيق الاستقرار فى المنطقة». وشدد على أن إيطاليا تدعم المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار فى غزة، واصفاً إياها بأنها الآلية الوحيدة حالياً للخروج من الأزمة، مطالباً حركة المقاومة الإسلامية حماس بإطلاق سراح الجندى المختطف، حيث قال «وفى هذا الصدد أضم صوتى لكثير من الزملاء الأوروبيين فى النداء الذى أطلقناه لإطلاق سراح الجندى المختطف». وأكد «رينزى» أن مصر وإيطاليا هما أهم جيران ليبيا حيث توجد علاقات خاصة معها، قائلاً: «ولكن قبل أن تكون هناك علاقات اقتصادية تربطنا بليبيا فإننا نتقاسم مع مصر خطر زعزعة الاستقرار الموجود فى ليبيا، لذا فإن قناعتنا أن مواجهة الإرهاب وتحقيق الاستقرار فى المنطقة لن تتم إلا بتعاون وثيق مع مصر».[SecondImage]
ولفت رئيس الوزراء الإيطالى إلى أنه تناول فى مباحثاته مع «السيسى» مسألة التعاون الاقتصادى مع مصر، قائلاً: «نتطلع لتدعيم هذه العلاقات خاصة أن الاقتصاد المصرى حينما يتعافى سيكون شريكاً أساسياً لإيطاليا، فهناك مصريون كثر يدرسون فى إيطاليا وأتصور أن هناك إيطاليين يدرسون فى جامعات مصر الكبرى كالقاهرة والإسكندرية».
وأعرب «رينزى» عن أمنيته فى أن يؤدى ذلك التعاون إلى أن تكون المنطقة مصدراً للاستقرار والهدوء للعالم كله، قائلاً «أنا على ثقة أننا باستراتيجية شاملة سنكون قادرين على مواجهة التحديات بحكم كوننا بلدين تاريخيين لنكون ليس فقط فخورين بماضينا العريق ولكن بحاضرنا ومستقبلنا». ورداً على سؤال صحفى حول ما إذا كانت المبادرة المصرية لا تزال قائمة، قال «السيسى» إن المبادرة قائمة وقادرة على أن تحل الأزمة، وإن الجهود المصرية موجودة قبل الأزمة لكن هناك كلام يقال وآخر لا يمكن إعلانه، مؤكداً أن جوهر المبادرة المصرية يسمح بإيقاف نزيف الدم دون قيود ويتيح دخول المساعدات، ولفت إلى أن مصر أطلقت مبادرتها قبل الاجتياح البرى وقبل ارتفاع عدد القتلى، مشدداً على أنه لا بديل آخر عن المبادرة. وقال «السيسى»: «أقول للاتحاد الأوروبى إن مصر تستعيد عافيتها وقوتها وبدأت فى العودة لدورها فى المنطقة من خلال إجراءات سياسية واقتصادية وأمنية لاستعادة الاستقرار، كما تسير مصر على خارطة طريق بالتزام بدأت بعمل دستور وانتخابات رئاسية بمنتهى الشفافية، وسننتخب برلماناً قبل نهاية 2014». وتابع «السيسى»: «بمنتهى التجرد والوضوح انظروا إلى أين وصلت المنطقة حول مصر وكيف نجّى الله مصر من أن تقع فى هذا المأزق الذى تعانى منه دول حولنا، أشدد على أنه سيكون هناك مزيد من الاستقرار والأمان مع سيادة القانون. أقول هذا للمصريين والعالم من فضلكم لا تنظروا إلينا بعيون أوروبية فقط ولكن بعيون مصرية أيضاً».[SecondQuote]
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإيطالى، رداً على سؤال صحفى حول تدخل حلف الناتو فى ليبيا، إن مسألة تدخل الناتو أصبحت من الماضى، قائلاً «أنا أهتم بالحاضر وليس بالتاريخ، وأعتقد أنه من المهم أن ترسل الأمم المتحدة مبعوثاً خاصاً، ومن المهم أن تطرح إيطاليا مسألة ليبيا فى قمة حلف شمال الأطلسى المقبلة، وعلينا أن نساعد بكل الأدوات الممكنة بأن نترجم نتائج الانتخابات التى أجريت بليبيا بشكل يضمن حرية الاختيار الذى تم التعبير عنه فى الانتخابات والوضع يحتاج لتدخل سريع وقوى لوضع حد للعنف الموجود فى البلاد». ولفت إلى أنه سيتم انتخاب ممثل جديد للسياسة الأوروبية الخارجية الذى سيحل مكان كاترين أشتون. وأضاف أن إيطاليا تدعم كل الجهود التى ترمى لمحاربة الإرهاب، قائلاً «ليس لدينا مانع من حضور المؤتمر الدولى الذى دعا إليه العاهل السعودى فى هذا الصدد».
وتطرق المؤتمر الصحفى للحديث عن الهجرة غير الشرعية من مصر لإيطاليا، حيث لفت السيسى إلى أن من يقوم بذلك يريد أن يعمل، وأشار إلى إجراءات جديدة تحد من هذه الظاهرة، منها محاربة الفقر، مؤكداً أن الفقر هو منبع الإرهاب أيضاً، وقال «يجب أن يقوم الأوروبيون بالاستثمار فى دول المنطقة للحد من عوامل نمو الإرهاب والهجرة غير الشرعية».
ورداً على سؤال من صحفى إيطالى حول خروج بعض الجماعات التى تطالب بالخلافة الإسلامية، خاصة فى ليبيا، قال «السيسى:» «كل شعب حر فى اختيار قيادته لكن هل الشعب الليبى حر فى اختيار إرادته ونظام حكمه؟». وأضاف: «مصر تمتلك حدوداً ممتدة مع ليبيا ونؤمنها بمفردنا وهذه الحدود يتسلل منها متطرفون وتهرّب منها أسلحة إلى مصر» لافتاً إلى أن مصر قامت بتشديد الإجراءات على جميع الحدود المصرية مع ليبيا لمنع تهريب الأسلحة ومواجهة المتطرفين.
وقال «السيسى» إنه أجرى بحثاً منذ سنوات عن الإرهاب والتطرف، مشيراً إلى أن من أسبابه الجهل والفقر، وشدد على ضرورة وجود استراتيجية تتحدث عن الخطاب الدينى لمواجهة العنف الذى يصطدم مع الإنسانية، فضلاً عن الإعلام الرشيد وأهميته فى محاربة الإرهاب، وأوضح أن هناك دولاً خارجية تستخدم الإرهاب للقضاء على استقرار عدد من الدول، مشيراً إلى أن القضاء على التطرف يحتاج لوقت وخطة محكمة طويلة المدى. وقال «السيسى»: «طلبت تفويضاً من المصريين لمواجهة الإرهاب لأننا فى حرب وجود يا مصريين» وأكد أن القوة الاقتصادية ضرورية لتعزيز مكانة الدولة ومجابهة العنف.