«بولا شاهين».. تحدى إعاقته فحصد بطولة الجمهورية في ألعاب القوى
«شاهين»: عملت مهندس كمبيوتر ومدخل بيانات وأمارس أكثر من رياضة
بولا سعد قاهر الإعاقة
لم تقف إعاقته حائلاً أمام طموحه، زادت عزيمته يوماً بعد يوم، لينتهي مشوار كفاحه بتتويجه بطلا للجمهورية في الجري والوثب،وتم ترقيته إلى درجة مدر في عمله الحكومي.
«بولا شاهين»، ولد بدون ذراعين وإعاقة في قدمه اليمنى بالإسماعيلية، تغلب على كافة الصعوبات ومارس حياته بطريقة طبيعية جعلته أيقونة بين زملائه في العمل وأصدقائه في الحياة اليومية رافعاً شعار «الإعاقة إعاقة فكر وليست إعاقة جسد».
يقول بولا لـ «الوطن»: «منذ ولادتي حاول والدي بقدر الإمكان دمجي في المجتمع، التحقت بمدرسة حكومية قريبة من منزلي بمنطقة الشهداء في الإسماعيلية، إلى أنهيت تعليمي وعملت في القومسيون الطبي ومؤخرا تم ترقيتي لمنصب مدير إداري».
يضيف: «والدي صمم لي ديسكا بمواصفات خاصة وكنت حريصا على الحفاظ عليه من المرحلة الإبتدائية حتى المرحلة الثانوية لحين التحاقي بكلية التجارة بجامعة قناة السويس وتغييره بمقعد مخصص لي طوال فترة دراستي».
حصل «بولا»، على بكالوريوس التجارة وأنهى دبلومة في المحاسبة وبدأ في تحضير رسالة الماجستير الخاصة به، تزامنا مع التزامه بعمله الذي رُقي فيه لمنصب مدير إداري رغم صغر سنه.
وعن تعامل زملاء الدراسة معه يقول بولا أنه لم يفكر أبداً في كيفية نظر الآخرين له، لكن طموحه المستمر كان فقط بالتركيز علي كيفية تحقيق ما يضعه نصب عينيه.
أثبت «بولا شاهين»، كفاءته لدي قيادات الصحة بالإسماعيلية، فتطوع للعمل في المبادرة الرئاسية 100 مليون صحة كمدخل للبيانات رغم عدم وجود ذراعين، وكان ضمن أسرع مدخلي البيانات في الوزارة وتم تكريمه بالمحافظة .
يقول بولا: «الإعاقة لم تكن سبب في الحد من طموحي، بالعكس هي كانت السبب والدافع لعدم وضع سقف لطموحي وبالفعل أنا مستمر في الإنجازات وأخطط لإنجازات أخري سأعمل علي تحقيقها».
يستطيع بولا بكل سهولة مساعدة نفسه في ارتداء ملابسه وحذائه، وتصفيف شعره جيداً وحلاقة ذقنه، وأيضاً تناول كافة أنواع الأطعمة بسهولة ويسر: «كل حاجة بتتاكل بعرف آكلها لوحدي حتي السمك، وهو ما أثار دهشة الآخرين لكن انا مؤمن بأن الانسان لديه من الإمكانيات مايجعله قادر علي تحقيق أي شئ فقط المهم وجود الإرادة».
يُمسك بولا بعود من القصب بقدمه ويبدأ في تقشيره بفمه، مشيراً إلي أنه مع كل خطوة يحقق فيها انجازاً جديداً يعطيه الدافع لوضع إنجازا آخر للوصول إليه.
يضع «بولا» شعاراً دائما نصب عينيه: «بولا قاهر الإعاقة»، مطالباً زملائه من ذوي الاحتياجات الخاصة بالبحث عن شغف وطموح بداخلهم للعمل علي تحقيقه.
«عايز أوصل رسالة لكل زملائي وأخواتي من ذوي الهمم، اوعي تفكر إن اعاقتك سبب في عدم حصولك علي شئ أنا ولدت بدون ذراعين لكن الحقيقة انني أمتلكها في داخلي واستطيع تحقيق أي شئ».
وأشار إلى أنه يفكر في زملائه من ذوي الاحتياجات الخاصة، مطالباً الدولة بتفعيل بطاقات ذوي الهمم بشكل أكبر لتمكينهم من الحصول علي مستحقاتهم: «لينا مطالب أهمها توفير فرص عمل بشكل حقيقي، لازم الدولة توفر لنا فرص في الجهاز الحكومي للدولة لأننا قادرين علي صناعة الفرق في أي مكان».
يأمل بولا في لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الفترة المقبلة قائلاً: «لو ليا طلب وحيد فهو لقاء السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أتمنى حضور مؤتمرات الشباب وأن التقيه في إحدى المؤتمرات».