«جبال سانت كاترين».. أسرار وحكايات يكشفها عواقل القبائل عن السائحين
سانت كاترين
الطبيعة الخلابة في سانت كاترين جعلتها تمتلك كنوز ربانية احتفظت بها لآلاف السنين لتكون شاهدًا على إبداع الخالق وروعة المكان، والجبال والوديان التي شهدت أحداث تاريخية دينية جعلتها أرض مباركة، ومميزة عن غيرها من المناطق السياحية.
سانت كاترين بطبيعتها الخلابة لم تستحوذ على إعجاب السائحين من مختلف جنسيات العالم فقط، ولكنها استحوذت على إعجاب قادة وزعماء مصر وعلى رأسهم الملك عباس الأول و الزعيم الراحل محمد أنور السادات، اللذان شرعا في إقامة استراحة لهم فيها، لتكون مكانًا للاسترخاء والهدوء والاستمتاع بالروحانيات الربانية التي تتسم بها المدينة.
وحرص العديد من الزائرين المصريين على سرد قصة رحلتهم بالمدينة، ليس فقط لإعجابهم الشديد بالمدينة، ولكن لتكون أيضًا دعمًا للترويج لها سياحيًا.
أراء السائحين في المدينة
هدى محمد أحمد، فتاة مصرية، توجهت مسرعة عقب تحذيرات هيئة الأرصاد الجوية، بموجة الطقس السيئ التي ضربت معظم محافظات مصر، لزيارة مدينة سانت كاترين، لتستمتع بمشهد تساقط الثلج على مدينة سانت كاترين وتحويلها إلى قرية بيضاء، وقالت: «للأسف لم يحالفني الحظ أن أشاهد تساقط الثلج وأعيش الأجواء الأوروبية، لعدم تساقط الثلوج سوى بكميات بسيطة جدًا».
وتابعت الفتاة المصرية: اكتشفت أن مدينة سانت كاترين ليست ثلج يتساقط يحولها إلى مدينة بيضاء أوربية، ولكنها تملك روحانيات غير عادية، وطبيعة خلابة تجعل من يتجول بها لديه الشغف في معرفة الكثير عنها، فهي ليست مجرد جبال ووديان فقط، ولكن لكل جبل قصة مقدسة وحكاية تجعلك تشعر أنك في غار مقدس، قائلة " سانت كاترين هي طريق السعادة، لكونها مكان يستحق المغامرة بما فيها من جبال ووديان، وعيون مياه، ومناطق أثرية تحكي تاريخ وأصالة وعظمة قدماء المصريين».
وأكدت أن مواطني المدينة ممن يعملون في مجال السياحة «الدليل البدوي» نموذجًا مشرفًا للمواطن المصري الكريم، ذو خلفية علمية بكافة ما تحتويه المدينة من أثار ومناطق مقدسة، ويقوم بسردها بشكل جذاب، يجعلك تسير وسط الجبال لساعات دون أن تشعر، كل ما عليك فقط أنك تستمتع بمشاهدة الطبيعة الخلابة، وتستمع إلى قصة وحكاية عن كل جزء بها.
الدليل البدوي وحكاية جبل عباس واستراحة «السادات»
الشيخ جميل عطية دليل بدوي، قال إن مدينة سانت كاترين كانت مكانًا لاسترخاء الزعماء، ومنهم الملك عباس باشا الأول الذي يعاني من مرض الربو، فنصحه الأطباء بالإقامة في منطقة جافة الطقس ووقع اختياره على مدينة سانت كاترين وقرر بناء قصرًا له فوق ثالث أعلى قمة جبلية بسانت كاترين، للاستشفاء والاستمتاع بالهواء الجبل الصحي لذا أطلق عليه جبل عباس باشا.
وأشار إلى أنه الملك عابس شرع بالفعل في تشييد القصر على مساحة 450 مترًا مربعًأ، ويشاع أن الملك قام بوضع قطع من اللحم عدة قمم جبلية بالمدينة وملاحظة مدى بطء تحللها على كل جبل قبل أن يبدأ في تشييد القصر، ولكنه توفي وتوقف بناء القصر، ومازال القصر لم يكتمل بناؤه حتى الآن.
ويقوم الزائرون بتسلق هذا الجبل خلال 3 ساعات بداية من مدينة سانت كاترين، مرورًا بطريق مدق أبو جيفة وعين شكية «عين مياه»، ووادي الأخاديد ومنطقة الزواتين حتى قمة الجبل.
روايات جبل البنات المختلفة
وعن جبل البنات، قال الشيخ جميل، إن الروايات تعددت حول جبل البنات إحداهما أنه كان يوجد بنات «راهبات» وقرر ذويهم زواجهم ولكنهم رفضوا، وأمام إصرار ذويهم هربوا حتى وصلوا لقمة الجبل وانتحروا، كنوع من أنواع التمرد والسعي للحرية، عن طريق ربط ضفائر شعرهم في بعضها البعض، ولكن إحدى الفتيات كانت شعرها قصير ولم تستطيع ربطه، لذا نجت وروت قصتهم للناس.
وتابع: بينما وتقول القصة الأخرى أن البنات هربوا من بطش الرومان عندما رأوهم يتعبدون، وحاول الجنود الرومانيين الوصول إليهن لكنهم أسرعوا في إلقاء أنفسهم من أعلى الجبل.
ثاني أعلى قمة في مصر بعد جبل سانت كاترين
الشيخ رمضان أبو عطيش من قبيلة القرارشة ودليل بدوي، أوضح أن جبل شومر أعلى قمة في مصر بعد جبل سانت كاترين، وهناك أسطورة تتردد حوله وهي أن سيدة عذراء تسمى «شومر» خالدة لا تموت كانت تعيش على قمته، وكان شعرها طويل يرفرف على ظهرها، وصوت غناها يملئ الوادي.