رغم تغير الإدراة.. السر وراء رفض أمريكا امتلاك تركيا صواريخ إس-400
منظومة صواريخ «إس-400»
رغم تغير الإدارة الأمريكية، وقدوم آخرى برئاسة جو بايدن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الجديد، لم ينته اعتراض واشنطن على امتلاك تركيا منظومة الصواريخ الروسية «إس 400»، وذلك بعد أن أعربت الخارجية الأمريكية عن قلقها بشأن تلك الصفقة وامتلاك أنقرة لتلك الصفقة.
وأضافت الخارجية الأمريكية أن منظومة الصواريخ «S400»، في تركيا تمثل تهديدا لها وموقفهم لم يتغير بشأنها، وفي المقابل تواصل تركيا برئاسة رجب طيب أردوغان التأكيد على أن شراء منظومة الصواريخ الروسية قرار داخلي ولا يؤثر على الولايات المتحدة.
امتلاك تركيا لتلك المنظومة سيضر علاقاتها مع أمريكا وأوروبا
من ناحته، قال الباحث في الشأن التركي حاتم السيد، إن امتلاك تركيا منظومة صواريخ «إس 400»، من شأنه أن يحدث ضررًا بالغًا، بالعلاقات التركية الأمريكية والعلاقات التركية- الأوروبية، والتي تشهد فتورًا مسبقًا على خلفية قضايا عدة، من بينها زعم تركيا بتخاذل الاتحاد الأوروبي تجاه أزمة الانقلاب، واستمرار الدعم الأمريكي للأكراد في سوريا، وقضية القس الأمريكي برانسون الذي تحتجزه تركيا.
وأكد السيد لـ«الوطن»، أن الصفقة ربما تُعتبر الخطوة الأولى في مسار خروج تركيا من حلف شمال الأطلسي «الناتو»، الأمر الذي سيضطرها إلى التقرب من حلفاء ينتمون إلى الجانب الشرقي المتمثل في روسيا والصين وإيران، والذين وصفهم بـ«الحلفاء غير مأموني العواقب».
إس-400 يمكنها تدمير كل أنواع الأهداف الجوية
ومن الناحية العسكرية، أوضح العميد سمير راغب، الخبير الاستراتيجي، أن منظومة صواريخ إس-400 الروسية، تتمتع بالعديد من المزايا منها قدرتها على تدمير كل أنواع الأهداف الجوية، بما في ذلك الصواريخ المجنحة التي تحلق بمحاذاة سطح الأرض، والطائرات صغيرة الحجم من دون طيار.
وأضاف راغب لـ«الوطن»، أن امتلاك تركيا منظومة «إس-400»، يثير الحفيظة الأمريكية لعدد من الأسباب منها أن أمريكا لن تسلّم تركيا منظومة المقاتلات «إف-35»، لأنها بذلك ستصبح الدولة الوحيدة في العالم التي تقتني أحدث منظومة دفاع جوي وأحدث منظومة طائرات، وهو ما لن تسمح الولايات المتحدة به.
وتابع الخبير الاستراتيجي، أن تركيا باعتبارها عضوًا في حلف الناتو، تمتلك الآن منظومة الدفاع الجوي الغربية التابعة للحلف، ونظرًا لضرورة الربط والتكامل بين الأنظمة الدفاعية للدولة وفقًا للعلوم العسكرية، فإن الفنيين والخبراء الروس التابعين للمنظومة الروسية سيطّلعون بالضرورة على نظام القيادة والسيطرة في المنظومة الغربية، ما يشكل تهديدًا واضحًا بنقل تقنيات وأسرار مقاتلات «إف-35» للجانب الروسي وبالتالي يمكن أن تصنع مثيلتها.