الدين بيقول ايه؟.. من لازم بيته وقت وباء كورونا له أجر شهيد
د. شوقي علام مفتي الديار المصرية
واصلت دار الإفتاء المصرية، نشر سلسلة فتاوى فقه النوازل، وذلك عبر موقعها الرسمي، حيث نشرت الدار فتوى حول حكم من لازم بيته وقت الوباء وهل له أجر شهيد؟.
وجاء نص السؤال كالتالي: هل من لازم بيته وقت الوباء له أجر شهيد؟.. وهل يُشترط ذلك فيمن مات به، أم يشمل من مات بغيره؟.
وقال الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، إن من لازم بيته وقت وقوع الوباء وهو يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله تعالى له، مسلمًا إليه أمره، راضيًا بقضائه وقدره، له مثل أجر شهيد؛ سواء مات به أو لم يمت به، في زمنه أو في غير زمنه، فالصابر على هذا الفيروس الوبائي له أجر شهيد؛ لأن فضل الله تعالى واسع، ونية المرء أبلغ من عمله.
فيروس كورونا
وأضاف «علام» في فتواه، أن الابتلاءات التي تصيب المسلمين من الأوبئة والأمراض، هي من خصوصية هذه الأمة المحمدية ورحمة الله تعالى بها؛ رفعا لدرجتها وعلوا لشأنها، وقد حث الشرع الشريف الإنسان عندها على الصبر والثبات من الوقوف مع المقدور والرضا به، مع أخذه بأسباب التوقي والحيطة والتحفظ، وجعل له في ذلك مثل أجر الشهيد؛ فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الطاعون، فأخبرها نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أنه كان عذابا يبعثه الله على من يشاء، فجعله الله رحمة للمؤمنين، فليس من عبد يقع الطاعون، فيمكث في بلده صابرا، يعلم أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له، إلا كان له مثل أجر الشهيد»
وتابع: إذا أصاب المؤمن شيء من هذا الوباء القاتل (COVID-19) الذي ذهب ضحيته آلاف البشر، وانتشر في ربوع البلدان، فعليه بالصبر والأخذ بأسباب العلاج، وليعلم أن صبره على ذلك سبب لتكفير سيئاته ورفع درجاته.وقد نص العلماء على أن العبد إذا صبر على الوباء وثبت ورضي به فله أجر شهيد وإن لم يمت بهذا الوباء أو في زمنه، على أن العلماء فرقوا بين درجة الشهادة وبين أجرها؛ فدرجتها تكون لمن مات بسبب هذا الوباء، وأجرها لمن صبر واحتسب، ومن العلماء من جعلها كلها درجات، لكنها متفاوتة في الأجر والثواب.
الصبر في زمن الوباء
وأكد مفتي الديار المصرية، صابر في زمن الوباء له مثل أجر شهيد؛ سواء مات به أو لم يمت به، في زمنه أو في غير زمنه؛ لأن فضل الله تعالى واسع، ونية المرء أبلغ من عمله.
وقال الإمام البدر العيني في «عمدة القاري»: «إلا كان له مثل أجر الشهيد» فإن قلت: ما معنى المثلية هنا مع أنه جاء: من مات بالطاعون كان شهيدا؟ قلت: معنى المثلية: أن من اتصف بالصفات المذكورة ووقع به الطاعون ثم لم يمت منه أنه يحصل له مثل أجر الشهيد، وإذا مات بالطاعون: يحصل له أجر الشهيد.
وقال الإمام القسطلاني في «إرشاد الساري»، أن الذي وقع به الطاعون ولا يخرج منه حال أنه «صابرًا محتسبًا، يعلم أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له، إلا كان له مثل أجر الشهيد» وإن مات بغير الطاعون ولو في غير زمنه، وقد علم أن درجات الشهداء متفاوتة؛ فيكون كمن خرج من بيته على نية الجهاد في سبيل الله فمات بسبب آخر غير القتل، وفضل الله واسع، ونية المرء أبلغ من عمله.