عدد خاص من «الثقافة الجديدة» في حب رفعت سلام وأصدقائه: حلمه لم يكتمل
الشاعر الراحل رفعت سلام
احتفت مجلة الثقافة الجديدة في عددها الأخير، فبراير 2021، والتي تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، بالشاعر الراحل رفعت سلام، الذي وافته المنية في 6 ديسمبر الماضي، عن عمر ناهز 69 عامًا، بعد صراع مع السرطان، وذلك في افتتاحية رئيس تحرير المجلة، الشاعر مسعود شومان، والذي وصف شعر «سلام» أنه يوقع مستمعيه في جمال مختلف يفيض دهشة، فضلًا عن ملف خاص أعدته المجلة للشاعر الراحل.
حلم سلسلة الـ100 كتاب لـ«سلام» بجهود شبابية
لـ«سلام» حلم لم يستطع تحقيقه كاملًا بسبب وفاته، وهو «سلسلة الـ100 كتاب»، ويتمثل في إعادة ترجمة أهم الإصدارات العالمية في المجالات المختلفة، وبأنواعها المتعددة سواء رواية أو نقد أو قصة قصيرة، باللغة العربية العصرية المناسبة للعصر الحالي، بحيث تكون نواة في مكتبة أي باحث أو قاريء أو مثقف، واستعان في تلك الرحلة بمجموعة من المترجمين الشباب، وإعطائهم الفرصة في المشاركة في عمل كبير كهذا.
دور «عم رفعت» في رفع أجر المترجمين
«عم رفعت» حسبما أطلق عليه أصدقاؤه والمقربون منه والعاملون معه ومحبو أعماله، ليس لكبر سنه بل تقديرًا لقيمته الفنية الكبيرة، بحسب ما ذكره المترجم لطفي السيد منصور، أحد أصدقائه المقربين، لافتًا إلى أن «سلام» صاحب الفضل في محاسبة المترجم على الصفحة الواحدة بقيمة 25 جنيهًا، وهى المرة الأولى في تاريخ الثقافة الجماهيرية، بعد أن طالب بذلك.
23 إصدارًا لسلسة الـ100 كتاب بـ60% شباب
لم يكن «سلام» يصب تركيزه على الأسماء الكبيرة والمشهورة من المترجمين للعمل معه في ترجمة سلسلة «الـ100 كتاب»، بل ما كان يشغله هو إعطاء الفرصة إلى المترجمين الشباب المغمورين، بشرط أن يكونوا كفء لذلك، بحسب «السيد»، لافتًا إلى أن نسبة المترجمين الشباب الذين عملوا معه في ترجمة السلسلة التي وصلت إلى الإصدار رقم 23 قبل توقفها، تخطوا 60%.
ومن بين المترجمين العاملين مع «سلام» في ترجمة سلسلة الـ100 كتاب، حسن أبو الفضل، صاحب الإصدار رقم 13 في السلسلة، والذي خرج من إحدى دور النشر في الإمارات، لافتًا إلى أن العمل مع الشاعر الراحل مختلف عن غيره، واسترجع يوم تسلمه أول نسخة من إصداره في السلسلة الذي وصله متأخرًا من الإمارات بسبب أزمة فيروس كورونا، وتوقف حركة الطيران، حيث كان يرغب في تدوين كلمة شكر وإهداء إلى «سلام» وإرسالها له، إلا أن المنية وافته في نفس اليوم، في صدمة كانت لجميع العاملين والمتابعين للأدب المصري والعربي.