الأزهر عن مداواة مصابي كورونا: جهاد في سبيل الله
د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف
تواصل مشيخة الأزهر الشريف، نشر سلسلة فتاوي متعلقة بفقه النوازل في ظل الموجة الثانية لفيروس كورونا، والتوقعات بانطلاق موجة ثالثة خلال الأشهر المقبلة.
وقال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إنَّ مداواة المرضى ومرافقة المصابين جهاد في سبيل الله، كما ذكر أنَّ اتباع إجراءات الوقاية من كورونا يعد معاونة للأطباء والممرضين في القيام بواجبهم، وهو -بحسب الفتوى- أمر حث عليه الدين.
ووجه مركز الأزهر، في بيان نشرته مشيخة الأزهر عبر موقعها الرسمي، التحيه لأطباء وممرضي العالم، لما يبذلونه في مواجهة الصعاب والأزمات الكبرى أمر واجب، لذا كان اتباع إرشادات السلامة الصحية، ومعاونة المسئولين والأطباء المتخصصين في أداء واجبهم من قبل الشعوب أمرا ضروريا لتجاوز الأزمة؛ فاحترام التخصص مبدأ قرآني أصيل.
فضل مداواة المرضى
وبيّن مركز الأزهر للفتوى، فضل مداواة المرضى، ومرافقة المصابين، وتضميد جراح بني الإنسان في الإسلام؛ بذكره أنَّ «مداواة المرضى من جنس الإحسان إلى الغير، والقيام على كشف الكرب عنه، وسد حاجته، ومن المروءة، وهذه من أشرف الأعمال وأعلاها في الإسلام».
وأشار بيان مركز الأزهر، إلى أنَّ أداء هذا الدور الطبي على وجهه الأكمل يعدل الجهاد في سبيل الله سبحانه؛ ويدل على ذلك أمر سيدنا رسول الله لزوج ابنته سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنهما أن يبقى عند زوجته المريضة؛ ليمرضها، ويقوم على عنايتها، ورخص له في التخلف عن أول معركة في الإسلام موضحًا أجر القائم بذلك بحسب نص الفتوى «إن لك أجر رجل ممن شهد بدرا وسهمه».
مخالفة الإرشادات الطبية حرام
وفي السياق، دعا مركز الأزهر لضرورة لاتباع إجراءات الوقاية من كورونا كونها لا تزال واجبة، فالصحة نعمة يجب المحافظة عليها بذكرها وعدم نسيانها، وشكرها وعدم كفرها، واستخدامها في طاعة الله عز وجل، وعدم تعريضها للزوال والهلاك، فلا تخفي خطورة فيروس كورونا المستجد على الصحة العامة، وسرعة انتشاره، وحجم الضرر المترتب على استخفاف الناس به، والتساهل في إجراءات الوقاية منه.
وبحسب بيان مركز الأزهر للفتوى، فإنَّه يجب على المسلم أن يتجنب أماكن الزحام، ومخالطة الناس قدر الاستطاعة، ويتأكد الأمر على من ظهر عليه عرض من أعراض الإصابة بالفيروس؛ فقد قال سيدنا رسول الله: «لا يوردن ممرض على مصح»، كما يحرم على المسلم مخالفة الإرشادات الطبية، والتعليمات الوقائية التي تصدر عن الجهات المختصة لحين إعلانها انتهاء الأزمة تماما؛ لما في ذلك من تعريض النفس والغير لمواطن الضرر والهلاك، فضرر الفيروس لن يقتصر على المتساهل في إجراءات الوقاية منه فحسب؛ بل قد يتعدى إلى غيره ممن يساكنهم أو يخالطهم.