مصادر لـ«الوطن»: تشكيل لجنة بحث موسعة لتحديد ممولى عملية «الفرافرة»
كشفت مصادر عسكرية مطلعة عن تشكيل لجنة بحث موسعة داخل القوات المسلحة لكشف غموض حادث الاعتداء على جنود الجيش بكمين الفرافرة، مشيرةً إلى أن اختصاصات اللجنة هى جمع كافة المعلومات المتعلقة بالحادث، وتحديد أماكن الجناة، وضبطهم لتحديد دوافع العملية الإرهابية والمحرضين عليها والممولين لها بالمال والسلاح والذخائر بتفاصيلها المختلفة.
أضافت المصادر لـ«الوطن» أن اللجنة ستنظر وجود تقصير أمنى فى التعامل مع الإرهابيين من عدمه ليتم بعدها مسألة محاسبة المسئول عن هذا التقصير، إن وجد، مشيرةً إلى أنها ستعمل على تحليل الحدث على أرض الواقع فى ضوء المعلومات المتوافرة لدى أجهزة المؤسسة العسكرية والأدلة المتروكة فى موقع الحادث، وسؤال الأحياء الناجين من العملية، واستجواب أى من العناصر المنفذة للعملية بعد إلقاء القبض عليهم، وذلك حتى يتم الخروج بدروس مستفادة يتم من خلالها تفادى أى أخطاء ارتكبت، ولتطوير استراتيجية التعامل الأمنى مع العناصر الإرهابية.
من جانبه، قال اللواء محمود منصور، رئيس الجمعية العربية للدراسات الإقليمية والاستراتيجية، إن تشكيل اللجنة هو أمر تقليدى لتطوير أداء عناصر القوات المسلحة، لافتاً إلى أن المؤسسة العسكرية تسعى دائماً إلى تلافى أى أخطاء تقع بها وفقاً لمنهج علمى مدروس.
أضاف «منصور»، فى تصريح لـ«الوطن»، أن العمليات الإرهابية فى مصر تتم بتمويل مما وصفها بـ«الدولة المحتلة من الجيش الأمريكى والمسماة بقطر» بإدارة من عقلية تركية بناءً على توجيهات أجهزة المخابرات الأمريكية والغربية المعادية للعرب والإسلام، على حد وصفه.
وتابع رئيس الجمعية العربية للدراسات الإقليمية والاستراتيجية: «عملية الفرافرة والعمليات الإرهابية فى مصر تتم عبر إصدار أوامر بحدوث تفجير أو ضرب فى أى من مناطق الجمهورية، وبعدها تختار المخابرات التركية الأهداف وطريقة تنفيذها ليتم ذلك بعد توصيل التمويل للعناصر الإرهابية المختلفة».
ولفت إلى أن العصابة الإرهابية المسماة بجماعة الإخوان تريد الوصول للحكم دون أن تصل لفهم ومتطلبات 90 مليون مواطن مصرى؛ فهم يرتدون عباءة الإسلام وهو منهم برىء، فتفجيراتهم جزء من محاولتهم البقاء أحياء، فيكوّنون مجموعات إرهابية مختلفة يطلق عليها أسماء كثيرة ولا تعلم أهدافها؛ فمثلاً «أنصار بيت المقدس» لا تعلم أين تعمل وتتصور أن الأرض المحتلة فى الفرافرة أو العريش. من جهته، أكد اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع بالمخابرات الحربية الأسبق، أن تشكيل اللجان داخل المؤسسة العسكرية بعد كل حادث هو أمر لا مفر منه ويتم فى كل حادث بهدف تحليل المعلومات الموجودة وتلاشى تكرار أى أخطاء فى العمليات التى تتم بعدها، مضيفاً: «القوات المسلحة المصرية تعمل بآليات منظمة تهدف لضمان تأمين استمرار الأعمال الموكلة إلى عناصرها وتطوير أدائهم».
أضاف «سالم» لـ«الوطن» أن اللجنة تنظر فى المعلومات المختلفة وتحللها، فمسئول العمليات ينظر هل هناك خطأ فى خطة التأمين الموضوعة أو فى تنفيذها، ومسئول التدريب ينظر هل تلقت القوات التدريب الكافى للقيام بمهامها، وآليات تطوير التدريب وفقاً لمستجدات العمليات الإرهابية، ومسئول التسليح ينظر هل هناك قصور فى التسليح أو الذخيرة أو المعدات، وذلك من أجل استخلاص نقاط القوة والضعف فى أداء عناصر القوات المسلحة.
وتابع رئيس جهاز الاستطلاع بالمخابرات الحربية الأسبق أن كافة التقارير التى تُعد تُرفع للقيادة العليا للقوات المسلحة من أجل إصدار أوامرها باستبعاد مواطن الخلل وتدعيم مواطن القوة، مضيفاً: «مفيش حاجة خاصة بالجيش بتمر دون دراسة بكافة تفاصيلها وبدقة متناهية حتى نستفيد منها، ولا يُشترط أن يُعلن عنها لأنها قد تضر باستراتيجياتنا فى التعامل الأمنى لتحقيق المهام الموكولة إلينا».