الإفتاء تجيز منع المصلين من دخول المسجد بدون كمامة: واجب شرعي
صلاة الجمعة
نشرت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي فتوى حول منع من لا يرتدي الكمامة من دخول المسجد، في ظل تصاعد أعداد مصابي فيروس كورونا وانطلاق الموجهة الثانية للفيروس ودعوة وزارة الأوقاف لمنع دخول المصليين دون كمامة.
وتلقت الدار عبر موقعها الرسمي سؤالا حول ذلك، جاء نصه كالتالي: «مع احتياج دول العالم إلى الحراك المجتمعي المقيد ولجوئها للتعايش الحذر مع وباء كورونا، صدرت القرارات بإلزام جميع المواطنين بارتداء الكمامات في أماكن التجمعات العامة، وفتحت كثير من الدول الإسلامية المساجد أمام مرتاديها لإقامة الجمع والجماعات، بشرط التزامهم بإجراءات الوقاية وارتدائهم الكمامات وتعقيم المساجد. فهل يجوز منع من لم يرتد الكمامة من دخول المساجد؟»
ارتداء الكمامة
بدوره، قال الدكتور شوقي علام، في جوابه، أنه إذا سمحت جهة الاختصاص بالصلاة في المساجد جماعة، واشترطت للدخول لبس الكمامة؛ فهي مخولة شرعا بالتحقق من ذلك لكل من أراد الدخول، ولها أن تمنع من لم يلبسها من دخول المسجد؛ حفاظا على الجماعة من العدوى.
وأوضح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان ينهى عن حضور من يتأذى المصلون برائحته للمسجد، ويمنعون من البقاء فيه، فلأن يمنع من لم يلتزم بوسيلة الوقاية من الوباء -خوفا على أرواح المصلين- من باب أولى، كما أن من آداب الشريعة الراقية أنها وجهت العاطس والمتثائب إلى وضع كفه أو ثوبه على وجهه حتى لا يتناثر ما يخرج من فمه على غيره، وفعل ذلك للتحرز من انتشار العدوى واجب شرعا.
فيروس كورونا
تابع: شرع الإسلام أداء حقوق الله في الشعائر والعبادات، وعني في ذات الوقت برعاية حق الإنسان في سلامته والحفاظ عليه من الأذى، فحين أمرت الشريعة بإقامة الجماعات وحثت على حضورها، شرعت لها من الآداب والسنن ما يليق بالاجتماع لها ويساعد على الخشوع فيها؛ لما فيها من التقارب بين المصلين؛ فسنت اغتسال الجمعة، والوضوء للصلاة في المنزل، والتطيب، وتطهير الفم بالسواك ونحوه، ونهت عن حضور من يتأذى به المصلون، ولو كان تأذيا وقتيا؛ كالتأذي العارض من الروائح الكريهة؛ مقدمة حقوق العباد على حقوق الله.
وقال المفتي: نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن حضور الجماعة لمن أكل شيئا كريه الرائحة؛ فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من أكل ثوما أو بصلا، فليعتزلنا أو ليعتزل مسجدنا، وليقعد في بيته» متفق عليه.