د. محمد مختار المهدى يفند المزاعم: الإسلام دخل أكبر دولة إسلامية فى العالم بـ«التجارة»
الدكتور محمد المختار المهدى، عضو هيئة كبار العلماء فى الأزهر رئيس الجمعية الشرعية، يفند فى هذه المقالة مزاعم البعض بأن الإسلام انتشر بحد السيف.. يقول:
كثرت المزاعم التى يرددها البعض هذه الأيام عن أن الإسلام انتشر بحد السيف، وردنا على هذه الأكاذيب يتلخص فى التذكير بأن الإسلام دخل أكبر دولة إسلامية فى العالم وهى إندونيسيا وجميع بلاد شرق آسيا عن طريق التجار اليمنيين، وهو نفس الأمر الذى حدث فى بلاد غرب أفريقيا وعلى رأسها السنغال وموريتانيا؛ حيث لم تصل إليها الجيوش الإسلامية.
ونقول لمروجى المزاعم بانتشار الإسلام بحد السيف: أنتم جهلة لم تقرأوا التاريخ، وإن قرأتموه تفسرونه بطريقة تخدم أجندتكم المعادية للإسلام، فى الوقت الذى يعانى المسلمون الجهل وعدم الإلمام الكافى بدينهم.
وقد زاد الرعب من الإسلام بعد صعود وسيطرة الإسلاميين على الحكم فى دول الربيع العربى؛ حيث ظهرت وتفجرت موجة جديدة من العداء للإسلام ونبيه الكريم بعد أن انتهت هذه الموجة فى عهد الاستشراق، وكان البابا بنديكت، بابا الفاتيكان، أول من فجّر موجة العداء للإسلام عندما ألقى خطبته الشهيرة منذ أكثر من عامين فى إحدى الجامعات الألمانية وزعم فيها أن الإسلام انتشر بحد السيف، ثم عاد ليواصل بث سمومه ضد الإسلام بعد صعود التيار الإسلامى ووصوله للحكم فى مصر ودول الربيع العربى وذهب إلى لبنان ليحرض ضد التيار الإسلامى وأسلمة الحكم.
الحملة العدائية الحالية ضد الإسلام والرسول من جانب العلمانيين فى الداخل والذين يرفعون راية الليبرالية وغيرها من الأيديولوجيات هدفها الدفاع عن مصالحهم الشخصية التى تواجه الانهيار والضياع بسبب الصعود الإسلامى.
ونشير هنا إلى أن الليبراليين واليسار الذين يرفضون الحكم الإسلامى الذى يصب فى صالح المجتمع يقومون بهذه التصرفات من أجل مصالحهم الشخصية، وأقول أيضاً إن العلمانيين منافقون مثلهم فى ذلك مثل المنافقين فى عصر الرسول عليه الصلاة والسلام، والذين نزلت فى حقهم الآية الكريمة: «وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِى الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ»، «وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ».
فهؤلاء المعادون للإسلام والحكم الإسلامى يحاولون إدخال المارد الإسلامى للقمقم بعد أن خرج ووصل للحكم، ويحاولون بكل السبل ومن خلال وسائل الإعلام العالمية التى يسيطر عليها الصهاينة تخويف الناس من الإسلام والحكم الإسلامى الذى سيلتف حوله الناس فى جميع أنحاء العالم لو حصل على الفرصة لتطبيق المنهج والدستور الإلهى.
وأخيرا أقول: إننى متفائل جداً بسرعة استجابة الناس للحكم الإسلامى وتطبيق المنهج الإلهى خلال سنوات قليلة جداً، وأن الإسلام سيعود من جديد لديار الإسلام بعد أن أصبح غريباً فيها، وجرى تغييبه بالقمع والقتل والتشريد التى مارستها أنظمة الحكم المعادية للإسلام.