«مكافحة العدوى» حائط حماية الأطباء رافضي لقاح كورونا: مراقبة 24 ساعة
التباعد والواقيات الشخصية والتعقيم المستمر سر حماية الفرق الطبية
مستشفيات العزل
من مستشفى عزل أبو خليفة بالإسماعيلية، تنطلق وزارة الصحة في بدء تطعيم الأطقم الطبية بلقاح كورونا «سينوفارم»، حيث تعقد الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، مؤتمرا صحفيا بالمستشفى للكشف عن آخر مستجدات فيروس كورونا والوضع الوبائي.
87 من الأطقم الطبية من أصل 200 بـ«أبوخليفة» وافقوا على لقاح كورونا، حسبما كشفت الصحة وقاموا بالتوقيع على موافقة مستنيرة بأخذ هذا التطعيم، من أطباء وتمريض وفرق فنية وفرق إدارية، باعتبارهم أكثر عرضة للإصابة، لأنهم خط الدفاع الأول للفيروس.
التطعيم اختياري وليس إجباري
«تطعيم كورونا اختياري وليس إجباري ويقوم الفرد بالتوقيع على رغبته في تلقي اللقاح»، هكذا أوضح الدكتور خالد مجاهد المتحدث الرسمي لوزارة الصحة بشأن اللقاح قبل البدء في تلقيح الفرق الطبية به اليوم، ما يعني أنه قد لا يحصل البعض الأخر من الطواقم الطبية على اللقاح حسب رغبتهم، فكيف تنجح فرق مكافحة العدوى بالمستشفيات في حماية الفرق الطبية غير الراغبة في تناول اللقاح، من العدوى رغم كونهم في بؤرة الوباء كل ساعة؟.
«متابعة التزام كل فرد بداية من الطبيب حتى عمال النظافة، باتباع الخطوات الوقائية جيدا، مهمة فريق مكافحة العدوى، الذي يرأسه طبيب متخصص في الوقاية ومكافحة العدوى، وهو المنوط به الحفاظ على الطاقم الطبي بمستشفيات العزل لمصابي فيروس كورونا»، وبحسب وصف الدكتور محمد عيسى، رئيس فرقة مكافحة العدوى بمستشفى قها للعزل بالقليوبية، لـ«الوطن» ينتشر هو وفريقه على مدار اليوم في أقسام المستشفى لمتابعة ارتداء الأطباء والتمريض قبل دخولهم إلى غرفة المريض، الملابس الوقائية بالكامل بداية من الكمامة وواقي الوجه «فيس شيلد» والقفازات والبدلات الطبية الواقية مع التأكد من إحكام غلقها جيدا بما يضمن ألا ينفذ منها العدوى إليهم وعدم السماح لأحد بممارسة عمله من دونها.
لا تهاون داخل غرفة العناية المركزة
أدوات الحماية الشخصية التي تحكم قبضتها على الطبيب والممرض من أصابع قدميه حتى شعر رأسه، لا يتهاون الطبيب الثلاثيني الذي يترأس فريق مكافحة العدوى في متابعتها، يتولى هو وفريقه التفتيش عليهم قبل الدخول إلى المرضى، مع مراعاة ألا تزيد فترة تواجدهم داخل الغرفة على 10 دقائق فقط، بحسب وصفه.
التفتيش والمراقبة للتأكد من التزام الطبيب والممرض المساعد له، يتكرر بنفس القدر من الاهتمام قبل الدخول إلى غرفة الرعاية المركزة، والتي لا يجوز فيها التهاون في التخلي عن أي قطعة من أدوات الوقاية: «ممكن الطبيب اللي داخل على مريض في غرفة عادية يتغاضى عن لبس البدلة الواقية ويكتفي بالجوانتي والكمامة وماسك الوجه، لكن مفيش تهاون في العناية المركزة»، بحسب وصف عيسى.
الاهتمام يتضاعف من فريق مكافحة العدوى قبل دخول الطواقم الطبية إلى العناية المركزة، لكونهم أكثر قربا خلال التعامل مع الحالات المختلفة، فالأمر يتطلب الاقتراب من المريض لتركيب أنبوب حنجري أو خلعه بما قد يجعل فرص انتقال العدوى أسهل إذا لم يحكم الطبيب غلق بدلته عليه: «ممكن يقرب جدا من وش المريض عشان يركب الأنبوبة الحنجرية ومينفعش التهاون في أي قطعة من الواقيات الطبية في الحالة دي»، بحسب وصف عيسى.
عمال النظافة لهم نصيب من اهتمام مكافحة العدوى لا يقل عن نصيب الأطباء والتمريض
عمال النظافة، الأقل وعيًا، لهم نصيب من اهتمام فرق مكافحة العدوى لا يقل عن نصيب الأطباء والتمريض، فقبل التعامل المباشر مع النفايات الطبية، يتابع عيسى وفريقه ارتداء كل عامل الواقيات الكاملة حتى لا يصبح عُرضة لالتقاط العدوى: «بعضهم مش على درجة عالية من الوعي والحذر وإحنا في حالة وباء، ومهم جدا نشرف على التزام كل فرد في المستشفى عشان محدش يتصاب ويعدي غيره».
التباعد بين الطواقم الطبية بمسافة متر ونصف المتر على الأقل، مسافة يحرص عيسى وفريقه على تطبيقها داخل مقرات إقامتهم بمستشفى قها للعزل في القليوبية، إلى جانب تطبيق التباعد في المسافات بين أسرّة المرضى، والتأكد من تطهير دورات المياه باستمرار بعد استخدام كل شخص لها، إلى جانب التشديد على عدم السير داخل أدوار وطرقات المستشفى لأي فرد من الأطباء والممرضين دون ارتداء الكمامة.
غرف السكن الخاصة بالأطباء والتمريض، الملحق بالمستشفى، لها نصيب من جولات التفتيش المفاجئة التي يقودها الطبيب الثلاثيني وفريقه للتأكد من الالتزام بتعليمات الوقاية: «أدوات الأكل وزجاجات المياه كلها شخصية، حتى وقت الأكل بنمر عليهم نتأكد من التباعد وعدم التجمعات»، بحسب رواية رئيس مكافحة العدوى بقها للعزل.
طبيعة التهوية داخل غرف مستشفيات العزل تختلف عن الغرف داخل المستشفيات العادية
يختلف شكل الغرف داخل مستشفيات عزل مصابي فيروس كورونا قليلا عن المستشفيات العادية، وبحسب قول الدكتورة سوزي محفوظ مدرب زمالة مكافحة العدوى، ورئيس فريق مكافحة العدوى بمستشفى الزاوية العام، لـ«الوطن»، يسبق غرفة المريض مكان لغسل الأيدي جيدا بالماء والصابون وتعرف باسم «anti-room» قبل الدخول إلى المريض، ومكان آخر مخصص لتغيير الملابس الواقية بالكامل بداية من غطاء الرأس حتى غطاء القدم، وذلك عقب خروج الطبيب من غرفة المريض.
طبيعة التهوية داخل غرف مستشفيات العزل يجب أن تختلف عن الغرف داخل المستشفيات العادية، وبحسب رواية رئيس مكافحة العدوى بمستشفى الزاوية العام: «أوضة المريض لازم يكون الضغط بتاعها سلبي يعني الهوا بيتصرف ومش بيطلع على برا، مينفعش الطبيب أو الممرض يفتح باب الأوضة يستقبل كل هوا الأوضة في وشه، وذلك عبر شفاطات للهواء لطرده إلى خارج الغرفة».