«سوق الجمال» تشكو الركود: «مفيش شغل زى الأول»
يجلس داخل مكتبه الخشبى وسط سوق الجمال، يشعل الفحم وسط الكوة التى أعدها لتحضير «الجَبنة» «القهوة»، يستخرج القليل من بذور القهوة ويقوم بطحنها فى وعاء خشبى صغير، ثم يضعها فى شىء أشبه بالإبريق الفخارى الصغير، يتحدث عن مصدر رزقه الوحيد بأسى بالغ، فبعدما كان يجلب مئات الرؤوس أصبحت العشرات هى نصيبه اليومى الذى لا يقدر على تسويقه، بسبب ركود تجارة الجمال وعدم إقبال التجار المصريين على الشراء بعد الثورة.
حمادة بلال واحد من أقدم التجار الذين يعملون فى استيراد الجمال من السودان وبيعها إلى التجار المصريين فى أنحاء الجمهورية، من خلال مكتبه الذى يتوسط السوق الدولية لتجارة الجمال فى شلاتين، يجلس متكئاً على يمينه قائلاً: «قبل إنشاء السوق من قبل الدولة عام 1993 كنا نستورد الجمال ونبيعها على الطريق، وكان الأطباء من المحجر الطبى وقتها بيطلعوا ويكشفوا على الجمال، أما الآن فالمحجر داخل السوق، وأول ما الجمال تيجى من السودان بتدخل يتكشف عليها وبعد كده نبيعها». ويضيف: «الجمال بتيجى شلاتين من خلال منفذين الأول فى حدربة على حدود شلاتين والثانى منفذ أرجيل فى أبوسمبل وحالياً منفذ حدربة هو الوحيد اللى شغال، لكن للأسف السوق نايم على الآخر، فى الأيام العادية كنا بنستقبل من ألف إلى 1500 رأس، أما اليوم لما رحنا نجيب الجمال كان عدد الرؤوس الموجودة فى المنفذ 150 رأس».
«حمادة» يرجع حالة الركود التى تعانى منها سوق الجمال إلى قلة الطلب عليها من قبل تجار اللحوم فى القاهرة والمحافظات قائلاً: «مفيش شغل زى الأول، اللى كان بيشحن 100 رأس فى أسبوع بقى يشحن 50، اقتصاد البلد تعبان ومفيش سحب على لحوم الجمال من القاهرة والمحافظات». مستطرداً: «كنا متوقعين إن الطلب على الجمال يزيد اليومين دول، خاصة أن موسم اللحمة يبدأ من 27 رجب وحتى عيد الضحية، لكن للأسف الحال زى ما هو ومفيش شغل»، ويشير حمادة إلى أن تجار الجمال لم يشعروا بحالة الركود إلا خلال الأشهر الستة الأخيرة، خاصة بعد توقف عمليات التنقيب عن الذهب فى المنطقة بعد التشديدات الأمنية التى فرضها الجيش على المنطقة.