المرأة.. خروج للعمل.. وخروج على التقاليد
بملامح تغلب عليها السمرة، ووجه باسم قلما تجده أو تقابله أثناء سيرك فى حلايب وشلاتين، فالمرأة هناك نادراً ما تخرج أو تذهب إلى السوق لشراء حاجاتها، تقابلك فاطمة عيسى.[SecondImage]
المدينة هنا غالباً ما تخلو من السيدات، وإن تقابلت مع سيدة تجدها تغطى وجهها وتكون بصحبة زوجها أو ابنها؛ فالعادات والتقاليد تجعل المرأة التى تكشف وجهها أو تخرج للعمل امرأة منبوذة من القبيلة يحيط بها اللوم والعتاب وربما يطلب الأزواج من زوجاتهم تجنبها وعدم الحديث معها.
حالات نادرة قابلناها فى المدينة، من بينها فاطمة عيسى، التى خرجت داعمة لحملة المشير عبدالفتاح السيسى قبل فوزه فى الانتخابات الرئاسية حاملة «طاقية» عليها صورته وشعار حملته «تحيا مصر»، لتمر على السيدات تحثهن على الخروج والمشاركة فى العملية الانتخابية ليرفعن أصواتهن فى المستقبل بمطالبهن أمام الدولة، غير عابئة بنظرة القبائل لها، بعينين يملأهما أمل ورغبة فى تحدى العادات والتقاليد.
تقول «فاطمة»: «قابلت مشاكل كبيرة وغضب منى بعض الرجال عندما وجدونى أقف فى بداية الصفوف ترحيباً بحملة المشير السيسى؛ حيث اعتادت القبائل أن تقف المرأة دائماً ًفى الخلف وليس فى الأمام»، مشيرة إلى أنه يجب أن تشارك المرأة بقوة فى الحياة السياسية، وهو ما تسعى إليه فى الفترة المقبلة، بالمشاركة فى أى حزب سياسى مؤيد للمشير السيسى، حسب قولها.
على الجانب الآخر من الجرأة التى تتمتع بها «فاطمة»، وقفت سيدة أخرى فى نفس العمر رفضت الكشف عن اسمها خوفاً من القبيلة التى تتنمى إليها وهى «البشارية»، وفضلت أن تطلق على نفسها «أم أحمد» رغم أنها لا تمتلك أولاداً وبناتها جميعهن فى مراحل تعليمية مختلفة.[ThirdImage]
تقول «أم أحمد»: «الظروف فى المدينة صعبة وهنا الكلمة الأولى والأخيرة للعادات والتقاليد، وخروج المرأة وعملها يجعلانها منبوذة من القبيلة، ما جعلنى أترك المدينة لفترة، اتجهت خلالها إلى القاهرة بعد وفاة زوجى بحثاً عن الرزق، خاصة بعدما فشلت فى محل البقالة الصغير الذى فتحته بعد وفاة زوجى وتراكمت علىَّ الديون». عادت السيدة إلى المدينة بعدما سمعت عن أنباء مساعدات تقدمها الدولة للسيدة المعيلة، من بينها توزيع رؤوس الماشية من الأغنام: «تركت عملى فى مصنع خل بالقاهرة ورجعت إلى بلدتى أملاً فى الحصول على مساعدة مادية وفكرت وقتها أن أعيد فتح محلى إلا أننى وجدت ديونا تراكمت علىَّ ولا بد من دفع 3 آلاف جنيه مقابل فتح المحل، وهو أمر مستحيل، خاصة أن بناتى الثلاث فى مراحل التعليم المختلفة ويحتجن لمصاريف ووجودهن فى حلايب وشلاتين يمنعهن من استكمال تعليمهن لعدم توافر الرزق هنا». تتمنى السيدة أن تحصل بناتها على تعليم جيد وألا تقع فى مشاكل أهالى المدينة، وهى أن تكمل البنت تعليمها ثم تتزوج أو أن يتم إخراجها من الجامعة لتتزوج، قائلة: «فيه بنات كتير أهلهم طلعوهم من كلية الطب عشان يتجوزوا، نفسى بناتى يكملوا تعليمهم ويقدروا يشتغلوا ويعتمدوا على نفسهم».