الإفتاء: من يتهكم ويسخر من مرضى كورونا آثم شرعا وارتكب كبيرة
عاشور: اعتراض على قضاء الله
د. مجدي عاشور
واصل دكتور مجدي عاشور المستشار العلمي لمفتي الجمهورية وأمين الفتوي بـ دار الإفتاء المصرية، نشر سلسلة فتاوي النوازل في ظل وباء كورونا وانتشار الموجة الثانية لفيروس كورونا وتزايد أعداد المصابين، حيث أجاب على سؤال حول حكم الشرع، فيمن يتهكم أو يسخر أو يخوف الناس من المريض، خاصة من ذوي الأمراض الخطيرة أو المعدية.
وقال مستشار المفتي في فتواه، إن المرض جند من جنود الله وآية من آيات قدرته، يصيب به من يشاء، قهرا منه سبحانه ليخافه الإنسان ويرجع إليه بالتوبة، قال تعالى «وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ»، فإذا تضرع الإنسان وأناب إلى ربه كانت له رحمة بالأجر والثواب، وقد يرفعها الله عنه
رفع الدرجات
وأضاف: «قد يكون الابتلاء بالمرض، خاصة الأمراض الخطيرة أو المعدية، سببا في رفع الدرجات، فيكون المريض بها أفضل عند الله من الصحيح السليم، لا سيما إذا صبر عليها ورضي بقضاء الله فيه، فكم مرض من الأنبياء وعلى رأسهم خاتمهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، فقد قال صلى الله عليه وسلم (أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل)، والمرض من البلاء».
التهكم والسخرية
تابع: «نهانا القرآن الكريم عن التهكم والسخرية من أي شخص، حتى ولو كان عاصيا؛ لأننا لا نعرف ما بينه وبين ربه، فقال تعالى《يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن، فإذا كان النهي عن السخرية من أي أحد، فهو أولى مع أهل الابتلاء والمحن، الذين هم في رحمة الله تعالی».
اعتراض على قضاء الله
شدد أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية على أن التهكم والسخرية والتنمر بأهل الابتلاء أو تخويف الناس منهم بغير حاجة، خاصة من ذوي الأمراض الخطيرة أو المعدية، هو حرام شرعا، ويعد فاعله مرتكبا لكبيرة من الكبائر؛ لاعتراضه على قضاء الله وحكمته، ولإيذائه لأخيه الإنسان.