«لم يكن معلما فاضلا فقط، وإنما أبا حنونا وصديقا مخلصا، ورفيقا واعيا، وحيكما ذو خبرة حقيقة، إذ لم يحرم أحد من الطلاب من خبراته وثقافته»، كان هذا جزء من مشاعر طلاب كلية الهندسة بالجامعة الكندية، بمنطقة الشيخ زايد، بعد فراق الأستاذ الدكتور شهاب عبد الرحمن، الذي لقى مصرعه في حادث سير على طريق الواحات برفقة زوجته.
يوسف المغربي، أحد تلاميذ الضحية، يروي شهادته عنه: «كان أب مكنش مجرد أستاذ بيدرس لينا في الجامعة، مكتبه كان طول الوقت مفتوح لنا في أي وقت، وكان على طول بيشرح لنا كل حاجة مش فافهمنها، وكان صبورا معنا جدا، وعمره ما رد حد راح له ولا خيب ظن أي طالب»، بحسب «يوسف» قعيد على كراسي متحرك، مؤكدا أن الراحل كان يتعامل معه كأب حنون، يتصل به ويبلغه بأهم الجزئيات بالمنهج ويساعده على مرور الطريق وصعود الدرج داخل الكلية.
ووفق الشهادة ذاتها، كان الأستاذ حكيما ويتوجه دائما بالنصيحة للطلاب، وله على وجه الخصوص، «أستاذ شهاب لما كان يلاقي الطلبة واقفين بره الجامعة كان ياخدهم يوصلهم للبيت في طريقه، كان حنين وجدع معانا كان أحن أستاذ جامعي ممكن أي طالب يتعامل معه».
«يا بخت اللي ربنا رزقه واتعامل مع الأستاذ شهاب، لأنه كان نعم الأستاذ الخلوق وعنده لباقة ومستوى عالي من المعلومات العلمية أو العامة، ومكنش بيبخل على أي حد أبدا».. شهادة أخرى للطالب أحمد محمود، أحد طلاب الضحية، الذي شعر بحزن شديد لفراق أستاذه، وخصوصا أنه تقابل معه منذ أسبوع تقريبا قبل الحادث، «كان موزع علينا أرقامه عشان لو أي طالب احتاجه في معلومة أو حتى خدمة إنسانية مكنش بيتأخر».
ودشن طلاب الكلية هاشتاج «حق دكتور شهاب لازم يرجع» الذي تصدر «فيسبوك»، للثأر للضحية والمطالبة بحقه بإعدام الجناة الذي تعمدوا قتله، وقال أحمد، طالب لدى الراحل: «ربنا يرحمك يا دكتور إنا لله وإنا إليه راجعون ونعم الأدب والأخلاق والاحترام ونعم المعلم والأب والصاحب قلبي مكسور والله، وحزين بفراقك قلب مكسورقلب مكسور ربنا ينتقم من كل ظالم».
يوم الحادث
ومساء السبت الماضي وقع الحادث الذي أودى بحياة الأستاذ الجامعي، حيث كشفت تحقيقات النيابة أن مشاجرة نشبت بين المجني عليه شهاب عبد الرحمن، وسائق «تريلا» اعترض طريق سيارة المجني عليه، حيث تسلق الأخير السيارة أثناء سيرها وسقط منها بعد ذلك أسفل عجلاتها، ليلقى مصرعه.
وتبين نشوب مشادة كلامية بين السائق، والدكتور وتراشقا بالألفاظ والسباب، فحاول الأخير القفز إلى كابينة التريلا إلا أن السائق أسرع فسقط أسفل عجلاتها لتفاجأ زوجته بوفاته في الحال أمام عينيها.
تعليقات الفيسبوك