"محمد"..أول أدبى نظام قديم:لم أتوقع المركز الأول وانتقلت من "علمي" إلي "أدبي" بسبب ضعف بصرى
رغم معاناته مع المرض الا أنه نجح فى قهر كل الصعاب وصولاً إلى حلمه بالتفوق ..لم يكن ضعف الإبصار مصدراً للعجز،و إنما كان دافعاً قوياً للمثابرة بحثاً عن حلمه،وبالفعل نجح محمد ممدوح علم الدين،فى الحصول المركز الأول في الشهادة الثانوية،أدبي "نظام قديم" علي مستوي الجمهورية بمجموع 395.5 درجة.
في شارع أحمد ماهر،خلف بنك مصر، بمدينة أخميم شرق محافظة سوهاج،تعالت زغاريد والدة ممدوح ، وفرحة والده الموظف بالبترول،و سارع الأقارب و الجيران من أقاربه وجيرانه لتهنئتهم،وسط فرحة غامرة،و شاركت"الوطن" فرحة الأهالى و التقت محمد الذى تحدث ،قائلاً:" الحمد لله الذي وفقني لنيل المركز الأول علي مستوي الجمهورية، بمساندة والدتي ووالدي، فلم أكن أتوقع أن أكون من ضمن الأوائل ليس علي مستوي الجمهورية ولا علي مستوي محافظة سوهاج" بل كنت أتوقع الحصول علي مجموع عالى فقط، خاصة أنني أصبت في عيني اليمني بمياه بيضاء وسحابه وأجريت عمليتين جراحيتين لم تنجح أي منهما، وأصبحت بعدهما لا أري منها نهائيا وكاد أن يمنعني هذا المرض من دخول الامتحان، لكن ثقتي في الله كانت كبيرة، ووقوف أسرتي بجواري زادني إصرار علي دخول الامتحان،رغم معاناتى أثناء المذاكرة بسبب ضعف الإبصار مشيرا إلي أنه كان يتعرض لصداع من كثرة الدموع التي تفرزها عينه اليمني نتيجة السحابة الموجودة علي العين".
وأضاف محمد أن ترتيب الوقت بالإضافة إلي الكتاب المدرسي والانتظام في الحضور،دعائم أساسية للطالب المتفوق،مشيراً إلي أنه كان يذاكر 3 ساعات يوميا زادت إلي 8 ساعات قبل الامتحان ،وأشار إلي أنه كان يبدأ المذاكرة بعد آذان الفجر مباشرة لمدة ساعتين فقط بعدها يذاكر ساعة واحدة ليلاً عقب صلاة العشاء، وعن الدروس الخصوصية قال إنه لم يعتمد علي الدروس الخصوصية إلا في مادة اللغة الإنجليزية فقط مشيراً إلي أنه يعتبر أن الدروس الخصوصية مضيعة للوقت،وأوضح بأنه تمني أن يصبح طبيباً منذ أن كان في المرحلة الابتدائية لكن الظروف الصحية جعلته ينتقل من القسم العلمي الذي حصل فيه علي 96% إلي القسم الأدبي، لافتاً إلي أنه يتمني دخول كلية الاقتصاد والعلوم السياسية أو كلية الألسن لكن حلمه الأكبر هو أن يجري عملية جراحية تعيد له بصره من جديد، وذكر محمد، بأنه يكن كل الفضل لمدرسة محمود منيب أبو جبل،و خاصةً مدرس الرياضيات الذي كان دائما يشجعه علي المذاكرة والتفوق وتجاوز محنته الصعب".
وقال والده ممدوح علي الدين،53 سنه موظف بشركة البترول:"كنت أشفق كثيرا عليه خاصة في الفترة الأخيرة التي رأيت فيها عينه تدمع بسبب المذاكرة، وكنت حريصا علي الشد من أزره والوقوف بجانبه"، وطالب والده بعرض ابنه علي أحد أطباء العيون المتخصصين بعد إجراء عمليتين جراحيتين لكنهما باءتا بالفشل .