أهالى غزة لـ«الوطن»: نتعرض للقصف كل 3 دقائق واعتدنا أصوات الصراخ مع اهتزاز المنازل
يسيطر الخوف والفزع على سكان قطاع غزة تحت القصف الإسرائيلى والغارات الجوية المتلاحقة على القطاع، ومعاناة الحياة اليومية، نتيجة نقص السلع، واستهداف المبانى والمنازل السكنية، ما جعل الحياة تبدو وكأنها مستحيلة. «الوطن» تحدثت مع عدد من مواطنى قطاع غزة الذين رووا بعضاً مما عايشوه خلال 7 أيام من القصف.
من «خان يونس» تحدثت «الوطن» مع المواطن طارق الفرا، الذى يعتبر مدينته هى أكثر مدينة تعرضت للقصف فى قطاع غزة، ويقول: «غزة تصير وكأنها خالية من السكان ليلاً، وتحديداً من بعد صلاة العشاء».
ويضيف: «اعتدنا أصوات الصراخ مع كل هزة للمنازل نتيجة الغارات التى تحدث كل 3 دقائق. يقيم معى أبناء أختى وهم أطفال، يصابون بالفزع مع أصوات القصف، ونتيجة للرعب الذى يعيشونه نحاول طمأنتهم بالقول إن هذه ألعاب نارية كالتى يعرفونها، وليست صواريخ». ويقول «طارق»: «الساعة 6 صباحاً يومياً نستيقظ على قصف إسرائيلى فى خان يونس، وطوال اليوم أغلب المحال مغلقة، فقط بعض محلات البقالة والسلع الغذائية محدودة للغاية تظل مفتوحة، حتى المارة فى الطريق عدد قليل جداً». ويضيف: «ليس هناك بيع وشراء، والخوف يسيطر علينا من أن يجرى اجتياح برى، أو أن تستمر العملية الحالية لفترة أطول». تحدث «طارق» عن دور مصر قائلاً: «مصر بالنسبة لنا هى الأم، ونعول عليها فى المقام الأول قبل أى دولة أخرى، ولكن ما جعلنا نشعر بالأسى الأخبار التى يتم تداولها على نطاق واسع بين أهل غزة بأن المصريين شامتون فى غزة، ومنهم من شكر رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو على قصف غزة».
وفى اتصال لـ«الوطن» قال ياسر شعبان، من محافظة شمال غزة (مخيم جباليا)، إن «الخوف والهلع يسيطران على الجميع، لا يوجد منطقة واحدة آمنة، العدو ينفذ عمليات قصف فى أماكن مختلفة كل دقيقتين. أغلبها فى المناطق السكنية والمخيمات والمنازل، وتتم بشكل عشوائى، وليس وفق أهداف محددة جيداً». مرح الوادية، مواطنة من حى «الشجاعية»، تحدثت إلى «الوطن» وهى فى حالة نفسية سيئة، وتقول: «الوضع مأساوى، لا أجد ما أقوله، ما يحدث تدمير للبيوت بالكامل ويتم إنذارنا للمغادرة بالصواريخ، وتقصف منازلنا بالصواريخ». وتضيف: «هناك حالات كثيرة حرجة، ونعرف أن هناك نقصاً فى الدم ودعوات للتبرع. لكن للأسف لا نستطيع، نتيجة الغارات والقصف، أن نذهب لأماكن التبرع بالدم». وقالت «فرح»: «لا نستطيع شراء السلع، وحتى لو كان ذلك بإمكاننا، فنحن ليس لدينا فلوس للشراء، الموظفون لم يحصلوا على مرتباتهم. نحاول أن ندبر أمورنا».