أزهري: التصدق لبناء المستشفيات أولى من المساجد
البهي: ممكن نصلي تحت سقف من الخوص بس مينفعش المستشفى يكون فقير
الشيخ أحمد البهي إمام مسجد زين العابدين بن على،
قال الشيخ أحمد البهي، إمام مسجد الإمام زين العابدين بن علي، إنّ أوجه الإنفاق والتصدق أصبح بها خللا، قائلا: «ممكن نصلي تحت سقف من الخوص وأرض من الرمال وتأخذ حكم المسجد والصلاة صحيحة، بس مينفعش المستشفى يكون فقير ولا المدرسة»، موضحا أنّ تصريحاته لا تدعو للامتناع عن الإنفاق على بيوت الله، لكن أن تكون المساجد على قدر المطلوب كما وكيفا، وأن تتجه التبرعات والإنفاق نحو الأولى فالأولى.
وتابع إمام مسجد الإمام زين العابدين، أنّه مع تفشي فيروس كورونا المستجد في موجته الثانية وانهيار المؤسسات الصحية العالمية، يجب أن نقف قليلا للمراجعة والتفكير في أوجه الإنفاق، قائلاك «كفاية إننا في عز الجائحة قفلنا كل المساجد على الفرش والتكييفات والنجف الفاخر والساعات الإلكترونية والمراوح والرخام عالي الجودة وبقينا بنشحت مكان سرير فاضي في العناية أو اسطوانة أكسجين».
البهي يتحدث عن وقت امتنع فيه عن شكر القائمين على بناء مسجد
وتحدث البهي، عبر صفحته على فيس بوك، عن موقف سابق حدث معه حين دُعي لخطبة افتتاح مسجد مشيد حديثا: «كنت فرحان وأنا رايح عشان هقول أول خطبة في المكان وأصلي إمام، بس انقلب الفرح لغم شديد لما لقيت المسجد الحديث مُقام جنب مسجد قديم بينهم وبين بعض 120 متر، بالكتير وعرفت إنّه كان مجرد تفاخر بين عيلتين، ازاي نصلي عندهم وميكونش لنا مسجد خاص بينا؟»، ومتابعا أنّه بعد رؤيته الوضع لم يقل حتى الكلام المعد لشكر المتبرعين والقائمين على البناء.
«الإفتاء»: الزكاة للمستشفيات جائزة
وفي سياق متصل، ورد سؤال لدار الإفتاء بشأن جواز صرف الزكاة للمستشفيات الحكومية المجانية، وجاءت الإجابة أنّه يجوز صرف الزكاة لدعم المستشفيات المجانية، وذلك بما يرجع بشكل مباشر في علاج المرضى؛ مثل الأجهزة الطبية والأدوية والمستلزمات والأَسِرَّة؛ وذلك حال عدم كفاية موارد التبرعات والصدقات الجارية بذلك؛ بناء على قول بعض العلماء الذين جعلوا مصرف ﴿وَفِي سَبِيلِ اللهِ﴾ مجالًا للتوسع في صرف الزكاة في كل القُرَب وسبل الخير ومصالح الناس عند الحاجة إلى ذلك.
وأوضح الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أنّ الأصل أن الزكاة لا تكون إلا للأصناف الثمانية الواردين في قوله سبحانه: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة:60]، أي: أنّها لبناء الإنسان قبل البنيان، واشترط العلماء فيها التمليك إلا حيث يعسر ذلك كما في مصرف (سبيل الله)، غير أنّ بعض العلماء جعل مِن مصرف (سبيل الله) مجالًا للتوسع في صرف الزكاة عند الحاجة إلى ذلك في كل القُرَب وسبل الخير ومصالح الناس العامة، حتى مع انعدام شرط التمليك في ذلك.
وقال الإمام الكاساني في "بدائع الصنائع": [وأما قوله تعالى: ﴿وَفِي سَبِيلِ اللهِ﴾ فعبارة عن جميع القُرَب؛ فيدخل فيه كل مَن سعى في طاعة الله وسبيل الخـيرات إذا كان محتاجًا] اهـ.