«داعش».. من الانهيار والتفكك إلى دولة الخلافة
تأسست الدولة الإسلامية فى العراق والشام (داعش) عبر الاندماج بين عدد من المجموعات السلفية الجهادية، مثل جيش الفاتحين، وجند الصحابة، وكتائب أنصار التوحيد والسنة، وجميعها كانت تحت قيادة أبوعمر البغدادى، العراقى الجنسية الذى قُتل عام 2010، وأعلنت عن قيام دولتها فى 15 أكتوبر 2006، واتخذت من الأنبار عاصمة لها، لكن صحوات الأنبار أسقطتها عام 2007 وطردتها، لكن استهداف «المالكى» للصحوات والقضاء عليها عام 2009 وسياساته فى التمييز الطائفى أعطت لعناصر «داعش» فرصة كبيرة للعودة.
بدأت الدولة فى عمليات ممنهجة منذ سقوطها فى 2007 وحتى أبريل سنة 2010، وهو العام الذى قُتل فيه أميرها البغدادى.
بعد مقتل أبوعمر البغدادى فى أبريل سنة 2010 وتولى أبوبكر البغدادى بعده فى نفس الشهر، وهو إبراهيم عواد إبراهيم بوبدرى بن عرموش، الذى كان يعمل إماماً لمسجد فى ديالى، أطلق على نفسه كنية أبوبكر البغدادى، وهو ينتمى إلى عشيرة بوبدرى، وهى فرع من عشيرة البوعباس من سامراء، تدّعى صلة نسبها بالإمام الحسن بن على، وهذا ما يجعله يعلن دائماً انتسابه إلى قريش.
بمجرد تولى «البغدادى» قيادة الدولة، وبعد مقتل وزير دفاع الجماعة، أبوحمزة المهاجر (مصرى، واسمه عبدالمنعم عز الدين بدوى، من سوهاج)، شكل مجلس الشورى من عراقيين بنسبة ١٠٠٪، ورفض قبول أى جنسية أخرى؛ لأنه لا يثق بأحد. وكان أغلب من حوله ضباطاً سابقين فى الجيش العراقى فى عهد صدام حسين، ومنهم العقيد حجى بكر، الذى وضع خبرته العسكرية وعلاقاته فى خدمة التنظيم.
أقنع حجى بكر (سمير الخليفاوى، تم اغتياله على يد النصرة فى 2014)، «البغدادى» بعدم ظهوره إعلامياً، أو على أتباعه، وحصر تلقى تعليمات الأمير وتوجيهاته وأوامره عبر أعضاء مجلس الشورى الذى شكله.
استطاع «البغدادى» بناء جهاز أمنى لتنفيذ تصفيات واغتيالات سرية تشكّل فى البداية من ٢٠ شخصاً، ووصل خلال أشهر إلى ١٠٠ شخص، وكان يقوده ضابط سابق فى جيش صدام، هو أبوصفوان الرفاعى، الذى كان يقوم بتصفية من يبدو منه أى انشقاق أو عصيان من رجالات الدولة أو القادة الميدانيين.
أما عن التمويل فكان «البغدادى» يعتمد على مصادرة أموال الشيعة والمسيحيين وغير المسلمين وعملاء النظام، حتى لو كانوا من السنة. كما استولى على مصادر النفط ومحطات توليد الطاقة والوقود والمصانع الحكومية وأى مصادر مالية حكومية؛ حيث استولى مؤخراً على 428 مليون دولار من البنك المركزى فى الموصل.
وكان أتباعه يهددون مالكى بعض الشركات بالقتل أو تفجير الشركة إذا لم يدفعوا لهم ضريبة شهرية، كذلك وضعوا نقاط تفتيش على الطرق البرية الطويلة لتحصيل أموال من الشاحنات التجارية.
وعيّن «البغدادى» 13 عضواً فى مجلس شورى الدولة الإسلامية بعضهم كانوا من منتسبى جيش «صدام»، ومنهم: وليد جاسم العلوان، والعميد محمد الندى الجبورى، وأبوفيصل الزيدى، لتصبح «داعش» لاعباً قوياً منذ عام 2013 بعد فض قوات «المالكى» اعتصام الأنبار بالقوة.
وفى 11 يونيو، سقطت الموصل، ثانية كبريات المدن العراقية، وبقية مدن محافظة نينوى. ومن قبلها سقطت مناطق واسعة من محافظة الأنبار ومحافظة صلاح الدين على الطريق. وصارت «داعش» الإرهابية، المنسلخة عن «القاعدة»، تحقق أكبر انتصارات للتنظيم منذ هجمات الحادى عشر من سبتمبر 2001.
الأخبار المتعلقة
«داعش».. المؤامرة الأمريكية لتقسيم المنطقة
مركز أبحاث كندى: «داعش» ليس إلا «أداة» لخدمة مصالح «واشنطن»
حكايات لعب الكرة بـ«رؤوس القتلى» فى «الدولة الإسلامية»
مصر التى هزمت «داعش»
هكذا انشأ ابن «القاعدة» العاق: معركة على الزعامة وسرقة «أسلحة».. وحتى تكفير «الظواهرى»
«داعش» دولة.. على «أطلال» الإمبراطورية العباسية
«البغدادى» كما صنعه الأمريكان: عنيد.. انتهازى.. وقاسٍ لا يرحم