إسرائيل على أعتاب انتخابات رابعة.. وصحيفة: الأقبح في تاريخ تل أبيب
نتنياهو
خلال عامين، ستجرى إسرائيل انتخابات برلمانية يصفها كبار صحفيو اليمين بـ«الأقبح في تاريخ تل أبيب»، حيث تولد صراعا عرقيا جديدا بين السفارديم والأشكناز، وانقسام غير مسبوق بين اليمين واليسار.
ومن المقرر إجراء الانتخابات القادمة في 23 مارس المقبل، أي بعد 3 أشهر من الآن، وهي الفترة التي يعتقد رئيس تحرير صحيفة «جيروزلم بوست» ياكوف كاتس أنّها ستكون الأقبح في تاريخ إسرائيل بسبب الحملات الانتخابية التي يتوقع أنّها ستكون الأكثر سوءًا، لأنها ستحدد مصير رئيس وزرائها الحالي بنيامين نتنياهو.
ولم يكن العامان الماضيان نزهة، إذ مرت إسرائيل بـ3 حملات انتخابية كانت مليئة بوقائع التشهير والفضائح بين الأحزاب السياسية التي فشلت في إيجاد طريقة للعمل معًا لصالح إسرائيل، وهو ما جعل العديد من المحللين يعتقدون أنّ مستقبل تل أبيب في خطر، لأن المصالح الشخصية باتت أكثر أولوية من مصلحة الشعب اليهودي.
ويعزز هذا الاعتقاد حالة الانقسام التي تشهدها إسرائيل، والتي قال عنها «كاتس» إنّها غير مسبوقة في التاريخ الحديث حيث تم استعراض ورقة العرق القديمة من السفارديم والأشكناز مرة أخرى، كما بدأ اليمين في النظر إلى اليسار باحتقار، فيما يستمر اليسار في السخرية من اليمين.
والأسوأ هو أنّ إسرائيل يحكمها رئيس وزراء حالياً يُحاكم في قضايا فساد، وهو ما جعل الآلاف من الإسرائيليين ينزلون إلى الشوارع للاحتجاج ضده، لكن كتلة اليمين التي ينتمي لها تتخندق خلفه وتجعل منه مرشحا قويا في الانتخابات المقبلة.
الأخبار السارة للمحتجين في تل أبيب في الانتخابات المقبلة هو أنّ نتنياهو الأطول بقاء في السلطة سيواجه منافسا جديدا هو جدعون ساعر، المنشق عن حزب ليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي، لكن قد يكون هذا خبرا سيئا أيضا لأن هذا المنافس من كتلة اليمين المتشدد التي ترفض فكرة وجود دولة فلسطينية.
بالعودة إلى «كاتس»، فإنه أكد أيضا أن هذه المرة الانتخابات ستكون مختلفة، لأن كتلة اليمين تُفتت، مشيرا إلى أن حليف نتنياهو السابق نفتالي بينيت رئيس حزب البيت اليهودي تمكن من بناء شعبية قوية بسبب مناصرته للشركات الصغيرة خلال أزمة فيروس كورونا.
وقال «كاتس»، إنّ «بينيت» و«ساعر» الذي يبني نسخة أحدث وأنظف من الليكود، يمكن أن يحصلوا على ما يصل إلى 33 مقعدًا، أي أكثر من مقاعد الليكود البالغ عددها 28 بحسب استطلاعات الرأي، وهذا سيكون كافياً لحرمان نتنياهو من العودة إلى مكتب رئيس الوزراء.
الاختلاف الثاني في هذه الانتخابات هو محاكمة نتنياهو، التي من المقرر دخولها إلى مرحلة جديدة في فبراير المقبل، عندما تبدأ المحكمة في الاستماع إلى الشهادات في القضايا الثلاث ضد رئيس الوزراء بتهمة الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.
من المرجح أن يحاول نتنياهو استغلال الانتخابات لحمل المحكمة على تأخير الإجراءات القضائية.
لكن إذا فشل وأصرّت المحكمة على مواصلة عملها، سيرى الجمهور الإسرائيلي رئيس وزرائه في المحكمة بشكل يومي تقريبًا، وهذه ليست الصورة التي يريد نتنياهو تداولها قبل أسابيع فقط من الانتخابات.
ويعتقد كثيرون أن الخيار الوحيد أمام نتنياهو هو محاولة جلب لقاح كورونا مبكرا، لترضية كتلة اليمين الموالية له، لكن الأزمة التي يسببها هذا الفيروس لا تزول بهذه السرعة. لا يزال هناك 800 ألف إسرائيلي عاطل عن العمل والعديد من الشركات الصغيرة لا تزال صامدة.