مات "أحمد" وبقيت أعماله على قيد الحياة في "مؤسسة خير"
توفي الابن وبقيت سيرته عطرة، فالصغير اعتاد مساعدة غيره، وإيثار الفقير على نفسه، لتصدم وفاته في سن صغيرة، كل من حوله، خاصة أنها تزامنت مع يوم تخرجه في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، خرجت شهادة وفاته وهو لم يتجاوز 22 ربيعًا، فلم يكن أمام والدته ومجموعة من أصدقائه ومحبيه، إلا استكمال ما خلق وعاش من أجله بمؤسسة خيرية باسمه تخدم الأسر الأشد احتياجًا، وخاصة ذوي الاحتياجات الخاصة.
"ابني توفي منذ 3 أشهر وهو نايم، وأنا قررت أكمل العمل اللي بيحبه ويبقى صدقة جارية على روحه"، الطريقة التي خلدت بها مدام "وفاء" والدة أحمد إسماعيل، ذكرى ابنها، فلم تقف عند نقطة الحزن، والنظر إلى صور ابنها التي تملأ أرجاء الشقة، فوجدت أن مؤسسة خيرية باسمه وصورته كفيلة بأن تخرجها من الأحزان "أجمل حاجة إني أنزل وأساعد أسر كتير، أبناؤهم معرضون في أي لحظة للموت من الجوع أو العطش، لأن الموت مبيفرقش بين كبير أو صغير".[SecondImage]
بزيها الأسود المطبوع أعلى منه صورة ابنها، تنطلق السيدة الأربعينية بعربة نصف نقل وسط عشرات المتطوعين تجوب الشوارع بحثًا عن 100 أسرة تنتفع بمحتويات الكرتونة التي أعدتها لتكفي احتياجات كل منزل نحو 10 أيام، على أن تجدد جولتها في منتصف الشهر وتوزع مرة أخرى "هدفي إطعام 100 أسرة، وهعمل ده نيابة عن ابني اللي لو كان عايش أكيد كان عمل أكثر من كده".