بريد الوطن.. حلمان لفتاة عصرية.. (قصة قصيرة)
حلمان لفتاة عصرية.. (قصة قصيرة)
كانت تتمنى دوماً أن تركب سيارة فارهة، وتكون هى الفتاة الوحيدة داخل هذه السيارة. وقفت على قارعة الطريق تنتظر صديقتها التى تأخرت كثيراً، وكلما اتصلت بها كان ردها: أنا فى الطريق. فجأة.. مبتسماً توقف أمامها شاب، يركب سيارة فارهة. نفس العربة. نفس اللون المحبب إليها. عرض عليها أن يقوم بتوصيلها إلى المكان الذى تريده. بدون أن تبدى أى اعتراض ركبت بجواره. فور ركوبها السيارة، جاءها تليفون من صديقتها، التى راحت تسألها فى عجب: انتِ فين أنا أنتظرك..؟ كانت إجابتها أن أغلقت التليفون. الشاب الذى لم يزل مبتسماً، راح يسألها: تحبى أوصلك فين..؟ لم تجبه. وكيف لها أن تجيبه، وهى تجلس فى سعادة غامرة. هى لا تريد النزول من فوق حصان حلمها الذى تحقق أخيراً. كانت إجابتها الوحيدة، نظرات طويلة تفحصية لمحتويات السيارة الفارهة، التى راحت تتحسسها بأصابعها العطشى. تعودت أن تأتى كل مساء للوقوف فى نفس المكان. وتعود الشباب، أصحاب العربات الفارهة أن يقفوا أمامها مبتسمين، عارضين عليها أن يوصلوها إلى أى مكان تشاء. ترفض بشدة. فما ركبته من سيارات على مدار الأيام الماضية كانت مختلفة الألوان والأنواع، وهذا حلمها الثانى الذى تحقق هو الآخر.
محمود أحمد على- عضو اتحاد كتاب مصر
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com