بعد تخفيض الدعم.. الحكومة تدعم مبادرة السيسي لـ "ركوب العجل" برفع أسعار الوقود
حرص على الاستيقاظ مبكرًا ومن معه من فنانين ومشاهير، ليرتدي ملابسه الرياضية، ويقود المئات من الدراجات في ماراثون شارك فيه طلاب الجامعات ونجوم المجتمع، ليعلن في نهاية المارثون عن مبادرته لركوب الدراجات، حينما طالب المواطنين بالذهاب إلى العمل أو الدراسة باستخدام الدراجة بدلا من استخدام السيارات، حدث هذا المشهد في منتصف الشهر الماضي يوم الجمعة 13 يونيو، حينما وقف الرئيس عبدالفتاح السيسي وأعلن عن مبادرته لـ"ركوب العجل" قائلا: "يعني أنا لو اتمشيت أو ركبت عجل لغاية شغلي أو للجامعة يبقى هوفر لمصر 16 جنيه.. مش هتتبني بلدنا غير كدا".
لم تكن هذه المباردة مجرد كلمات أطلقها الرئيس المصري وقت حماسة أثناء ركوبه للدراجات، فقد وجدت هذه الكلمات السخرية في صداها بين العديد من المصريين، ولكن يبدو أنها ستتحول إلى واقع عن قريب، ونهج سيسلكه العديد في ركوب الدراجات بدلًا من السيارات، بعد ارتفاع أسعار الوقود، بعد أن أظهرت الحكومة المصرية دعمها للمبادرة عندما قررت رفع الدعم عن الطاقة مما قد يجبر البعض على البحث عن بدائل أخرى للمواصلات غير السيارات مثل ركوب الدراجات أو المشي، والغريب أن المشهدين تكررا يومي جمعة في أقل من 3 أسابيع، ليتحول يوم الجمعة من يوم المظاهرات ليوم المفاجآت.
"لو أنك ستذهب للعمل بالسيارة ستدفع 4 جنيهات في 20 كيلو، لكن مصر هتدفع 8 جنيهات في تلك المسافة، لكن لو ذهب بتلك الوسيلة زي الماراثون هتعطي مصر 16جنيها" بهذه الكلمات البسيطة دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي، عقب حفلة تنصيبه بأسبوع، المصريين إلى استخدام الدراجات كوسيلة للمواصلات موفرة للطاقة، وصديقة للبيئة، وللبلاد، حيث لا تحتاج إلى بنزين أو سولار لتمويلها، ولكن البعض رد على دعوته بالرفض والاستنكار واعتبروها وسيلة غير واقعية، بجانب أن دراجته التي ظهر بها تجاوز ثمنها 7 آلاف جنيه.
بعد ثلاثة أسابيع من إطلاق المبادرة، أصدرت الحكومة قراراها برفع الدعم عن الوقود والطاقة، تضرر منه قطاع كبير من المصريين، على رأسهم أصحاب السيارات، والفقراء من راكبي المواصلات، نتج عنها حالة فوضى عارمة، والتهديد بأزمة قادمة من ارتفاع الأسعار التي أصبحت تمثل الشبح الأسود الذي يطارد المصريين في أحلامهم، لكن مبدأ الترشيد الذي يتبناه الرئيس عبدالفتاح السيسي لابد منه للسيطرة على عجز الموازنة والانهيار الاقتصادي، بحسب ما يرى البرلماني السابق محمد أبو حامد، والذي أكد أن إحدى وسائل الترشيد هو استخدام الدراجات في الذهاب إلى العمل أو الجامعة.
ويضيف أبو حامد لـ"الوطن" أن قانون المرور الجديد سوف يساعد كثيرا في الاستجابة لمبادرة السيسي في ظل ارتفاع أسعار الوقود، موضحا أنه يجب على الحكومة والشعب المصري أن يشجعوا كل مبادرات الترشيد التي من شأنها أن تدعم الاقتصاد المصري، وتساهم في الحد من نزيف عجز الموازنة المصرية.