أحد مرضى طبيب الغلابة لـ«الوطن»: فقدت والدي الثاني وبكيته يومين
زغلول: علاقتي تمتد به بنحو 20 عاما ومش هلاقي طبيب زيه
طبيب الغلابة
«أنا من بعده مش عارف أعمل إيه هو لم يكن بطبيب فقط بل كان أبا وأخا وصديقا، مش ممكن هلاقي طبيب زيه هو عملة نادرة في الزمن ده»، بتلك الكلمات بدأ المهندس ضياء زغلول، أحد مرضي الدكتور أحمد البريشي الملقب بطبيب الغلابة في محافظة دمياط، حديثه لـ«الوطن».
ويقول «علاقتي بأبويا الروحي تمتد لنحو 20 عاما مفيش طبيب شخص حالتي وعالجني زيه كان نابغة في كل التخصصات مش حميات وكبد فحسب، كنت كل ما أتعب أروح له من أول العظام لحد المخ والأعصاب، كان يوصف لي علاج بسيط خالص بس كان فيه الشفا لأنه راجل واعي بجد ودارس علم الأدوية وهو نادرا ما نجده».
وأضاف زغلول: «كان بيعامل الناس كلهم كأولاده أو أصدقائه كان أب لنا ونعتبره أبونا تحس بالأبوة من أول تعامل معك دائما كان يعالجني من أي مرض أشتكي منه حتى ولو لم يكن تخصصه ده كان طبيب أسرتي وأصدقائي لم أكن بحاجة لمتابعة مع أي طبيب ثاني قبل ما أعرفه كنت بمر بظروف صحية صعبة ودخت السبع دوخات ولفيت على العديد من الأطباء دون فائدة لدرجة أن طبيبة وصفت لي علاج تسبب في ارتفاع نسبة السموم في جسمي وسبب لي في إغماء متكرر وكنت هموت وربنا جعل في يد طبيب الغلابة الشفا، ومجرد ما كان يكتب لى العلاج وأخذه تبدأ نتائجه تظهر سريعا».
واستطرد «زغلول»، قائلا «قبل ما أعرف البريشي كانت عربية الشركة بتحضر تاخدني وترجعني وزملائي كان بيحملوني على أكتافهم عشان لازم اتابع الشغل لصعوبة تخصصي، كنت فعلا شبه مشلول، ولكن شاء الله أن يضع نهاية لعذابي بمعرفتي بطبيب الغلابة التي تحولت من علاقة الطبيب بمريضه لأب بابنه وأخ بأخوه، فكان الناصح الأمين الإنسان الذي لن يعوضه أحد».
يتذكر المهندس آخر اتصال بينه وبين الطبيب الراحل، «قلت له في المكالمة الهاتفية الأخيرة بيننا والتي كانت قبل وفاته بـ 3 أيام، قول لي يادكتور ليه لما باخد علاجك برتاح ومش محتاج ألف وأدور، فقال لي عشان دي إرادة ربنا وأنا دارس علم الأدوية، فلا يمكن أن أصف علاج غير مناسب مع حالتك، أو يتعارض مع علاج ثاني، والتوفيق من عند الله سبحانه وتعالى»، مختتما حديثه قائلا «أنا بعد ما علمت بخبر وفاة والدي الثاني أحمد البريشي فضلت أبكي يومين ونصف متواصلين مش قادر استوعب الخبر هيفضل محفور في ذاكرتي».
يذكر أن الدكتور أحمد السعيد البريشي، استشاري أمراض الباطنة والكبد والحميات ورئيس رابطة الباطنة والحميات بمحافظة دمياط، توفى بعد الاشتباه بإصابته بفيروس كورونا المستجد وسط حالة من الحزن ألمت بالجميع سواء مرضاه أو زملائه الأطباء.