الطماطم المرملة تعود قريبا.. وتوفير ملياري دولار من تسجيل 21 صنفا جديدا
غزت أفريقيا وتوقف إنتاجها في مصر
الدكتور صلاح محمدين وزوجته الدكتورة محاسن الحكيم داخل صوبة لزراعة الطماطم
قال الدكتور صلاح محمدين، أستاذ البحوث بمعهد بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعية، إنّ الأسواق المصرية ستشهد قريبا عودة الطماطم «المرملة» بعد اختفائها سنوات طويلة، أمام الأصناف الحالية التي انتشرت بسبب إنتاجها الغزير، عكس الصنف المصري الذي يتمتع بجودة المذاق والحجم واللون.
وأضاف محمدين، لـ«الوطن»، أنّ الأصناف المرملة جار تسجيلها في مركز البحوث، لإنتاج البذور الخاصة بها، ثم التوسع في زراعتها خلال الأعوام المقبلة، موضحا أنّه سجّل وفريقه البحثي أصناف طماطم عديدة غزت الأسواق المصرية والأفريقية، وكان الطلب عليها كبيرا، وبيعت بذور العام قبل الماضي في أفريقيا بمليون جنيه، كما بيع منها العام الماضي بذورا بـ850 ألف جنيه، قبل أن يتوقف إنتاجها في معهد بحوث البساتين العام الماضي.
وقال إنّ من بين الأصناف «هجين سفير»، وتزرع داخل الصوب أو على أسلاك في الحقل المكشوف، ويصل متوسط وزن الثمرة 130 جم وبها صلابة عالية، وتتميز بتحملها للإصابة بالندوات والحرارة المنخفضة، وجرى إنتاج هجين أجياد 7 وينتج في العروات الخريفية والشتوية في الأرض، وعلى الأسلاك، وتتميز بقوة النمو والمجموع الخضري الكبير الذي يغطي الثمار وهي متجدده النمو، وتتميز بتحمل الإصابة بمرض فيروس تجعد الأوراق الأصفر، وثمرتها لحمية عالية الصلابة ولونها أحمر داكن وإنتاجها غزير، فضلا عن إنتاج صنف أجياد 8 وتنتج في العروة الصيفي المبكرة، وهجينها محدود النمو ومجموعها الخضري قوي يحمي الثمار من لفحة الشمس، وثمارها لحمي الصلابة يتراوح وزن الثمرة من 150 الى 160 جرام، وجرى إنتاج هجين أجياد 16، تنتج في العروة الصيفية المبكرة والمتأخرة.
وكشف الدكتور صلاح محمدين الأستاذ بمركز البحوث الزراعية، لـ«الوطن»، عن تسجيله وزوجته الدكتورة محاسن الحكيم، الأستاذ بمعهد بحوث البساتين، عن استنباط 21 صنفا للخضر والفاكهة المصرية 100%، جرى تسجيلها لصالح معهد البساتين، وأثبتت فاعليتها في مصر في التسعينيات والأسواق الأفريقية، وقدرتها العالية في الإنتاج وجودتها في الأسواق المحلية، وإقبال المستهلك عليها.
المشروع ينتظر القرار الوزاري لتفعيله من جديد
ولفت إلى أنّ العديد من المعوقات تقف أمام استمرار عمل البرنامج مرة أخرى، بينها عدم إصدار قرار وزاري لبدء الإنتاج حتى الآن، لتنفيذ تكليفات الرئيس السيسي بإنتاج التقاوي المصرية، بعد أن ارتفعت فاتورة الاستيراد لأرقام كبيرة وبالعملة الصعبة، في الوقت الذي تتجه فيه الدولة للاكتفاء الذاتي من الخضر والفاكهة.
وقالت الدكتورة محاسن عبدالحكيم الأستاذ بمعهد بحوث البساتين، إنّ الهجن جرى إنتاجها لصالح مشروع تطوير محاصيل الخضر الرئيسية، بهدف استنباط أصناف وهجن خضر محلية يتوافر فيها الربط بين متطلبات المُزارع والفلاح من حيث المحصول المبكر العالي وصفات الجودة وذوق المستهلك المصري، ما يسهم في زيادة جذب المستهلك لشراء محصول الخضر، وبالتالي زيادة المساحة المزروعة منه.
المشروع بدأ في الثمانينيات وتم التصدير لأفريقيا
وتابعت أنّ المشروع بدأ في الثمانينيات من القرن الماضي، وتم وقتها تجميع مصادر وراثية محلية وكذلك من بنوك المصادر الوراثية العالمية لاستخدامها في استنباط الهجن، وشارك فيه مجموعة من الباحثين المتخصصين في مجال الوراثة وتربية الخضر وأمراض النبات.
ولفت إلى تصدير التقاوي المصرية للعديد من الدول الأفريقية، مثل زنجبار وإريتريا وحققت نجاحا باهرا، إلا أنّ المشروع توقف فجأة وتم حفظ الأصناف، موضحا أنّ الأصناف تضم الطماطم، والكنتالوب، والكوسة، والبطيخ، والفلفل الرومي، والباذنجان، والخيار، والقثاء، وهي تحمل المواد الوراثية المقاومة للإصابة بالحشرات.
يأتي ذلك في الوقت الذي يواجه فيه البرنامج الوطني لإنتاج تقاوي الخضر الذي يشرف عليه معهد البساتين، العديد من المعوقات منذ التوجيه بتنفيذه من الرئيس عبدالفتاح السيسي العام قبل الماضي، بغرض استنباط أصناف وهجن خضر محلية لضبط أسعار تقاوي محاصيل الخضر في السوق والتى وصلت إلى ملياري دولار سنويا.